غزة - "الأيام": عاد الازدحام الشديد لشوارع وأحياء مدينة دير البلح ومخيمها عقب نزوح آلاف الأسر، هرباً من القصف الجوي والمدفعي في الأحياء الشمالية والجنوبية لمدينة غزة، "سنقضي هنا هذه الليلة إلى حين تدبير أمورنا في الأيام القادمة".. بهذه الكلمات حاول المواطن فايز الشنطي (41 عاماً) تهيئة أفراد عائلته الذين فروا من منطقة "الصفطاوي" شمال مدينة غزة باتجاه شاطئ دير البلح.
وقال الشنطي في حديث لـ"الأيام": لم نكن نتوقع النزوح لكن استمرار القصف وقربه من منزلنا القريب من مفترق الصاروخ، جعلنا نقرر الرحيل وخلال ساعات جمعنا أغراضنا وانتقلنا عبر شاحنة إلى دير البلح في ظروف صعبة وقاسية جداً.
وأضاف: "حاولنا اقامة خيمة في المخيم الذي كنا ننزح به قبل عودتنا إلى الشمال خلال الهدنة الماضية بس ملقناش أي مكان فاضي فالخيام زادت عن قبل".
من جانبه، قال النازح أحمد أبو غريب (50 عاماً): "غير معقول كل هذا الازدحام الشديد، فلا مكان لموضع قدم والناس تقريباً متلاصقة سواء الذين في الخيام أو مراكز النزوح أو السائرون على أقدامهم في الشوارع والأسواق والأماكن العامة".
وتجمع أحفاد وأبناء المواطن أبو غريب على الرصيف المقابل لمخيم "النخيل" جنوب منطقة "البصة"، في انتظار محاولة رب الأسرة إيجاد مساحة خالية لإقامة خيمته.
وشوهد الكثير من النازحين الجالسين، غالبيتهم نساء وأطفال، أمام المحال التجارية وسط الأثاث والمتاع، فيما يبحث الأزواج والرجال عن مأوى جديدة لأسرهم وسط هذا الاكتظاظ.
وقال أبو غريب، الذي بدا محبطاً من الظروف المُستجدة: "لم يكن أمامنا سوى الهرب والتوجه نحو الجنوب، لكن يبدو أن دير البلح باتت تضم عشرات آلاف الأسر سواء النازحة أو المقيمة، ولا مكان لقادم جديد".
ودفعت التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان واسع على مدينة غزة والضغط على سكانها والنازحين إليها، والذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص، الكثير من المواطنين وأرباب الأسر إلى التوجه غرب دير البلح وهي أكثر المناطق المصنفة بأنها قد تكون آمنة.
وقال المسن عبد المطلب العزايزة وهو من السكان الأصليين في مدينة دير البلح: إن الظروف تتغير دائماً، فبعد وقت من النزوح الذي استمر عاماً ونصف العام قبل توقيع الهدنة، استوعبت دير البلح أعداد النازحين الذين قدموا إليها من مدينة غزة وشمال القطاع، لكن هذا الازدحام المشهود في هذه الفترة التي أعقبت توسع العدوان على غزة، غير طبيعي وينذر بحدوث كارثة إذا ما استمر قدوم النازحين.
وأضاف لـ"الأيام": يمر المواطنون في جميع المناطق بإعادة تغيير السكن من جهة والنزوح من جهة أخرى، والجميع حائر إلى أين المصير وإلى أين المستقر، مؤكداً أن دير البلح تشهد حالة من الإرباك والفوضى حالياً.
من جانبها، قالت بلدية دير البلح على لسان مديرها طارق شاهين: إن النازحين يواصلون القدوم إلى المدينة في وقت تتقلص تدريجياً المساحات المُهيئة لاستقبالهم ، مشيراً إلى أن حالة ازدحام شديدة تشهدها المدنية.
وأوضح أن آلاف النازحين يضطرون لنصب خيامهم بالقرب من المكاره الصحية وأكوام النفايات الصلبة في المدنية، وهناك تخوفات من انتشار الأمراض، لافتاً إلى أن نحو مليونَي طن من النفايات المتراكمة في مكبات عشوائية ناجمة عن عدم قدرة البلدية على ترحيلها بسبب العجز في الوصول للمكبات الرئيسية.
0 تعليق