أهالي غزة بين خيارين.. موت محقق أو نزوح مرير - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - "الأناضول": تشهد مدينة غزة منذ ساعات صباح أمس، حركة نزوح لعشرات العائلات باتجاه وسط وجنوب القطاع، بعد تهديد جيش الاحتلال باستهداف المباني السكنية العالية، وإعلانه توسيع عملياته البرية في المدينة.
وقال شهود عيان إن هناك موجة نزوح ليست بسيطة من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع عبر شارع الرشيد على الطريق الساحلي، وسط معاناة وخوف شديدين، مشيرين إلى أن حركة النزوح تصاعدت بعد إعلان الجيش الاحتلال أمس، توسيع "المناورة البرية" في مدينة غزة ضمن ما يسمى "عملية عربات جدعون 2" وتحديد ما زعم أنها "منطقة إنسانية" في مواصي خان يونس جنوب القطاع.
وجاء تصاعد عملية النزوح غداة إعلان جيش الاحتلال أنه سيكثف قصفه المباني متعددة الطوابق في مدينة غزة، التي تسكنها عائلات نازحة، ورغم حركة النزوح إلى أن كثيراً من المواطنين متمسكون بالبقاء في مدينة غزة ويرفضون النزوح.
ويزداد قلق المواطنين في مدينة غزة من تصاعد حدة المجازر التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول 2023، خاصة مع شروع طيران الاحتلال بقصف المباني السكنية متعددة الطوابق بمدينة غزة.
وبدت حركة النزوح واضحة في الشوارع الممتدة من أحياء مدينة غزة المختلفة وصولاً إلى شارع الرشيد الساحلي، حيث تغادر آلاف العائلات على عجل محمّلة بما استطاعت نقله من أمتعة وحقائب وخيام وشوادر.
مركبات مكتظة بالركاب، وعربات تجرها الدواب، وحتى أقدام مثقلة تسير نحو وسط وجنوب قطاع غزة، فيما يخيّم الخوف على وجوه النساء والأطفال وكبار السن.
وقال أبو محمد الداودي (47 عاماً)، وهو أب لأسرة مكونة من سبعة أفراد: "لم نعد نشعر بالأمان في أي مكان، كل ساعة نسمع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف إسرائيلي جديد، وعن أبراج ومبانٍ سكنية تسقط فوق ساكنيها".
وأكد الداودي الذي يقطن في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، والذي تشهد أطرافه الشرقية والشمالية عملية عسكرية منذ أيام، أنه "لا خيار أمام سكان مدينة غزة سوى النزوح، أو الموت، فالجيش الإسرائيلي لا يرحم أحداً".
ورغم الغموض الذي يكتنف رحلة الداودي نحو جنوب قطاع غزة، يصر على النزوح حتى وإن لم يكن هناك مأوى، أو مكان محدد يتوجه إليه.
وأمام أحد الأبراج السكنية ذات الطوابق العالية، تقف المواطنة "أم رامي" (38 عاماً) وأطفالها الأربعة بانتظار انتهاء زوجها من تجهيز العربة المتنقلة بالأمتعة والمعدات للنزوح تجاه خان يونس جنوب القطاع.
وقالت: "نخشى أن تلقى باقي أبراج مدينة غزة مصير برج مشتهى (متعدد الطوابق تم قصفه وانهياره كاملاً) لم يعد أمامنا خيار سوى النزوح رغم أننا لا نعرف ماذا ينتظرنا في الجنوب".
ولا يقتصر المشهد على النزوح فحسب، بل يمتد إلى حالة من القلق الجماعي والترقب الممزوج بالإحباط؛ لكن البعض يصر على البقاء في غزة ويرفض النزوح.
وأمس، أمر جيش الاحتلال المواطنين في مدينة غزة بسرعة الإخلاء "دون تفتيش" مع إعلانه توسيع "المناورة البرية" في المدينة ضمن عملية "عربات جدعون 2" الهادفة لاحتلالها بالكامل.
    

 

0 تعليق