Published On 17/9/202517/9/2025
|آخر تحديث: 09:17 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:17 (توقيت مكة)
توصلت دراسة علمية جديدة إلى أن أكثر من 50% من غابات العالم أصبحت أكثر تجزئة بين عامي 2000 و2020، وكانت الغابات الاستوائية هي الأسوأ حالا، حيث باتت نحو 80% منها مجزأة على مدى 20 عاما، وهو ما يؤدي إلى مخاطر عميقة على التنوع البيولوجي العالمي وصحة النظام البيئي.
ووجدت الدراسة أن ما بين 51% و67% من الغابات حول العالم أصبحت أكثر تجزئةً خلال العقدين الأولين فقط من القرن 21، كما أن 58-80% من الغابات الاستوائية أظهرت زيادة في التجزئة على مدى فترة الـ20 عاما، وهو وضع أكثر قتامة مما توصلت إليه بعض الدراسات السابقة.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوفي المقابل، عندما أجرى الفريق تحليله باستخدام مؤشر يركز على البنية، وجد أن 30-35% من الغابات أظهرت تجزئة متزايدة.
ويقول توماس كروثر، أستاذ علم البيئة في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ "الأمر المخيف هو أنه حتى لو حافظنا على نفس القدر من مساحة الغابات على الكوكب، إذا قمنا بتحويل تلك الغابات الكبيرة السليمة إلى كل هذه الأجزاء الصغيرة، فإننا نفقد الكثير من الوظائف البيئية".
وحسب الدراسة، يمكن أن يحدث التفتت بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة. فالزراعة المتنقلة قد تُخلّف آثارًا في الغابات السليمة نتيجةً لعمليات إزالة الأشجار. كما أن شقّ طرق جديدة في المناطق السليمة سابقًا قد يجلب عمال المناجم أو قاطعي الأشجار، مما يُؤدي إلى فقدان الغابات.
كما أن التطوير العمراني قد يُؤدي إلى تآكل محيط الغابة، وقد تُقطع مجموعات من الأشجار أو تختفي مساحات شاسعة منها تمامًا مع اجتياح حرائق الغابات.
ويُعدّ التخطيط المكاني وتوزيع مساحات الغابات، بالإضافة إلى المساحة الإجمالية للغابات السليمة، أمرًا بالغ الأهمية للحياة البرية والعمليات البيئية، إذ تعتمد أنواع عديدة على الغابات المتصلة في حركتها وتطورها. وقد أظهرت دراسات عديدة أن التجزئة تُقلل من التنوع البيولوجي على مستويات مختلفة.
إعلان
يقول كروثر: "لقد شعرنا بحزن شديد عندما علمنا أن التفتت أصبح أكثر انتشارًا مما كنا نعتقد سابقًا". ومع ذلك، وجدت الدراسة أيضا أن الحماية كانت فعالة بشكل ملحوظ في الحفاظ على الغابات سليمة بشكل أكبر في الغابات الاستوائية.

مخاطر على البيئة والمناخ
يشير المؤلفون إلى أن هذه النتيجة تتوافق بشكل أوثق مع التقديرات السابقة، بما في ذلك دراسة أجرتها مجلة نيتشر كوميونيكيشنز عام 2023، والتي وجدت، باستخدام مقاييس قائمة على البنية، أن أكثر من 75% من الغابات شهدت ارتفاعا في معدلات التجزئة خلال الفترة نفسها.
ويقول جون ما، الأستاذ المشارك بجامعة فودان والمؤلف الرئيسي لدراسة نيتشر كوميونيكيشنز إن "عملنا يسلط الضوء على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لحماية المناطق التي يتزايد فيها التفكك، وخاصة في الغابات الاستوائية".
ودرس الباحثون أيضًا أسباب التفكك في مناطق مختلفة. ووجدوا أن الزراعة وتربية الماشية مسؤولة عن أكثر من 60% من التفكك في المناطق الاستوائية، بينما كان قطع الغابات العامل الرئيسي وكذلك التعدين في الغابات المعتدلة في أجزاء من آسيا وأستراليا. وكانت حرائق الغابات، العامل الرئيسي في تجزئة الغابات بالمناطق الشمالية من العالم.
وتشير دراسات إلى أنه يتم قطع 10 ملايين هكتار من الأشجار كل عام لإفساح المجال لزراعة المحاصيل والثروة الحيوانية، وتحدث، 96% من إزالة الغابات في الغابات الاستوائية.
فقدان الغابات يسهم بما يقرب من 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، وهو ما يعادل نحو 10% من الانبعاثات البشرية السنوية.
وإضافة إلى إنتاج فول الصويا، تعد لحوم البقر مسؤولة عن 41% من إزالة الغابات في العالم إذ تحتاج إلى تطهير أراضي المراعي الكبيرة للماشية من أجل مواكبة الطلب العالمي على لحوم البقر. وتفقد ما يقدر بـ209 آلاف كيلومتر مربع من أراضي الغابات كل عام لإنتاج اللحوم، منها 80% تحصل في منطقة الأمازون.
وتساعد الغابات في استقرار المناخ العالمي، وذلك عن طريق امتصاص ما يمثّل ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري سنويا، أي نحو 2.6 مليار طن تقريبا، ولأن الغابات تقوم أيضا بتخزين الكربون، فإن إزالتها مسؤولة أيضا عن إطلاق ما يقارب ربع انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية في الغلاف الجوي.
0 تعليق