آثارها تمتد لعقود.. لهذه الأسباب عليك أن تقلق من عزلة طفلك - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

ينظر بعض الآباء إلى عزلة أطفالهم باعتبارها مرحلة عابرة أو سلوكا يمكن أن يتغير مع الزمن. لكن العلم الحديث يكشف أن للوحدة في سنوات العمر الأولى بصمة أعمق مما نتصور، إذ قد تترك آثارا تمتد لعقود، لتؤثر في القدرات العقلية وحتى احتمالات الإصابة بالخرف في الكِبر.

دراسة دولية حديثة حذّرت من أن الوحدة في الطفولة لا تقتصر آثارها على تلك المرحلة العمرية فحسب، إذ جاء في الورقة البحثية التي نشرتها "جمعية الطب الأميركية" أن "الوحدة في الطفولة ارتبطت بتراجع أسرع في القدرات الإدراكية، وزيادة خطر الإصابة بالخرف في منتصف العمر وما بعده".

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وأوضح الباحثون أن هذه العلاقة ظلت قائمة حتى بعد ضبطها وفقا لمقياس الوحدة في مرحلة البلوغ، وحتى عند المشاركين الذين لم يبلغوا عن شعور بالوحدة في سنوات النضج.

وبحسب العاملين على الدراسة، فإن الطفل الذي عاش تجربة الوحدة، حتى لو أصبح بالغا اجتماعيا منفتحا، يبقى أكثر عرضة لاحقا لمواجهة مشكلات إدراكية مقارنة بمن لم يعانوا الوحدة في طفولتهم.

كيف تترك الوحدة بصمتها لاحقا؟

يشير الفريق البحثي إلى أن الوحدة المبكرة قد تترك آثارا بيولوجية ونفسية طويلة الأمد، منها:

الإجهاد النفسي المزمن الذي قد يرفع مستويات الالتهاب في الجسم ويؤثر سلبا على صحة الدماغ. ضعف بناء المهارات الاجتماعية والمعرفية في سنوات النمو، وهو ما يقلل ما يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي" (Cognitive Reserve)، أي قدرة الدماغ على التعويض عند التقدم في العمر. اضطراب أنماط النوم والهرمونات في سنوات مبكرة، مما قد ينعكس على الوظائف الإدراكية لاحقا.

واستندت النتائج إلى "دراسة جماعية" شملت بيانات نحو 13 ألفا و500 مشارك بين عامي 2011 و2018، مأخوذة من "الدراسة الصينية الطولية للصحة والتقاعد".

وقال الفريق البحثي "نظرا لغياب علاجات فعّالة حاليا لإبطاء تطور الخرف، فإن تحديد عوامل الخطر المبكرة والقابلة للتعديل لتدهور القدرات الإدراكية والخرف أمر بالغ الأهمية لوضع إستراتيجيات وقائية تحدّ من هذا العبء المتزايد للمرض".

ماذا تعني النتائج للآباء والمعلمين؟

يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تضع مسؤولية إضافية على عاتق الأسرة والمدرسة:

إعلان

تشجيع الأطفال على بناء صداقات منذ الصغر وتجنب تركهم لفترات طويلة في عزلة. تعزيز الأنشطة الجماعية في الصفوف والمدارس لتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي. رصد العلامات المبكرة للعزلة أو الانسحاب لدى الأطفال والتدخل بدعم نفسي واجتماعي. إشراك الأطفال في نشاطات مجتمعية أو رياضية تعزز الشعور بالانتماء وتكسر دائرة الوحدة.

الباحثون خلصوا إلى أن الوحدة في الطفولة قد تكون عاملا مستقلا من عوامل الخطر لتراجع القدرات الإدراكية والخرف في مراحل العمر المتأخرة، مما يجعل معالجة هذه الظاهرة في سن مبكرة ضرورة للصحة النفسية والعقلية على المدى الطويل.

وضم الفريق باحثين من "جامعة كابيتال الطبية" في بكين، و"جامعة لا تروب" في ملبورن، و"كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن"، و"كلية الطب بجامعة هارفارد"، و"جامعة إديث كوان"، و"جامعة تشيجيانغ".

0 تعليق