Published On 18/9/202518/9/2025
|آخر تحديث: 09:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:46 (توقيت مكة)
انشغلت منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، بمقطع فيديو قيل إنه يوثق لحظة تدخل معلم بعنف شديد لإيقاف مشاجرة بين عدد من طلابه داخل الفصل الدراسي، إذ ظهر وهو ينهال عليهم بالضرب المبرح وسط حالة من الذهول.
المشهد الذي حصد قرابة مليوني مشاهدة خلال أيام على منصة "إكس"، أظهر بداية شجار بين طلاب على مقاعد الدراسة، بينما كان المعلم منشغلا بالكتابة على السبورة، قبل أن يستدير فجأة وينقض على التلاميذ بعنف، ما أثار صدمة وموجة استنكار.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listلكن تداعيات الفيديو لم تقف عند حدود الغضب، بل فجرت نقاشا محتدما بين رواد المنصات، إذ رأى فريق أن تصرف المعلم يمثل "اعتداء غير مبرر"، بينما رأى آخرون فيه "ردعا ضروريا لتجاوزات الطلاب".
جدل وانتقادات
وكتب أحد المعلقين "في أيامنا كان الأمر مشابها، لكننا لم نخرج منها بأي فائدة، لا تنساقوا وراء حماسة وسائل التواصل الاجتماعي لتكرار مثل هذه التصرفات".
Siz yine de sosyal medyanın gazına gelip böyle hareketler yapmayın neden diye de sormayın https://t.co/LG5OCxG16Z
— Sercan İşcan???? (@principatus_) September 15, 2025
في حين، حمل شخص آخر الطلاب المسؤولية قائلا "المعلمون الذين يتهمون بالتكاسل يواجهون طلابا يوميا على غرار هذه النماذج"، في محاولة لتبرير تصرف المعلم.
Öğrermenler sadece yatıyo hiçbir iş yapmıyo denilen toplumda uğraşmak zorunda kaldıkları tipler de bunlar işte https://t.co/QJI87ZO8gO
— Beyza???????? (@Beyzaxwxwx) September 15, 2025
في المقابل، استحضر مغرد آخر ذكريات مؤلمة من طفولته، وكتب على منصة إكس "في مدرستنا كان هناك أستاذ تاريخ يعاقب الطلاب بعنف لدرجة أن أثر العقوبة يبقى أياما، تذكرت ذلك بعد مرور 30 عاما".
Bizim lisede bir tarihçi vardı adı mıh gibi aklımda Aydın Hocaoğlu.. Solaktı sağ eliyle kulağını büker diğer tarafa seri şekilde dakikada ortalama 40-50 tokat atardı ki günlerce kulağın duymazdı. Aklıma geldi 30 yıl sonra.. https://t.co/T5FturwAsL
— CEPCHİ USTA (@tazz0434) September 15, 2025
إعلان
غير أن التعليق الأكثر إثارة للجدل جاء مدافعا عن المعلم بشدة "أحسنت، هؤلاء التلاميذ كانوا يستحقون التأديب، أما الآباء والأمهات الذين يسارعون إلى الشكوى في وزارة التربية من أي تصرف ضد المعلمين، فهذا المقطع أبلغ رد عليهم".
وبين سيل الانتقادات الغاضبة والتبريرات لرد فعل المعلم، ظل السؤال الأبرز مطروحا: هل ما شاهده الملايين مجرد حادثة عابرة داخل فصل دراسي، أم أنه يكشف عن أزمة أعمق في علاقة الطلاب بالمدرسين وضغوط النظام التعليمي في تركيا؟
فريق "الجزيرة تحقق" تتبع خيوط القصة منذ انتشارها، في محاولة للوصول إلى حقيقة ما جرى، وكشف سياق نشر الفيديو ومصدره الأصلي.
ويعود بداية هذا الفيديو ضمن هذا السياق إلى 14 سبتمبر/أيلول الجاري عبر حساب موثّق على منصة "إكس"، مرفقا بعبارة باللغة التركية: "أحيانا يجب أن يكون المعلم هكذا"، وهو ما أثار جدلا واسعا.
Bazen öğretmen böyle olmalı pic.twitter.com/7LNq0aO1VE
— kolifa (@kolifa06) September 14, 2025
حقيقة الفيديو
إلا أن التتبع الرقمي كشف أن المقطع ليس جديدا، إذ عثر على نسخة قديمة نشرت في 25 أبريل/نيسان الماضي على منصة "إكس".
Arkadaşlar ; sınıfta yaramazlık yapan öğrencilere tekme tokat dalan bu öğretmen Campus Univers Cascades adlı dublör okulunun kurgusu’dur.
Fransa’da böyle bir durum söz konusu OLAMAZ!!
Eğitim dayak ile olmaz! Olmamalı…Hatırlatayım bu çoçukların ilk eğitimciler ANNE VE BABA’dır. pic.twitter.com/41mPGSSypW— Ayşe Taşkın (@Ayseadlina) April 25, 2025
كما أظهر البحث العكسي وجود نسخة أقدم تعود إلى 22 أبريل/نيسان الماضي على حساب يتابعه قرابة مليون شخص على "تيك توك"، ما يؤكد أن انتشار الفيديو الحالي ليس الأول من نوعه.
@campus.univers.cascades Si seulement… ???????? #cucteam #cascadeur #cinema #funny #teacher #movie
مشهد استعراضي
وقادنا التحليل البصري لمحتوى الفيديو إلى نتيجة تؤكد أن المقطع لا يعود إلى فصل دراسي في تركيا كما روجت بعض الحسابات، بل هو جزء من مشاهد استعراضية منشورة على حساب "حرم كاسكاديس الجامعي" (Campus Univers Cascades)، وهو مركز متخصص في تدريب المؤدين على فنون القتال والمشاهد الخطرة والعروض الحية.
كما أن لقطة الشاشة المأخوذة من حساب المركز على "تيك توك" تؤكد أن الفيديوهات التي ينشرها تتبع نمطا واحدا، حيث يقدم المحتوى في إطار ساخر واستعراضي فقط.

كما أظهر تحليل المواد البصرية للمقاطع تطابقا مع صور أخرى من "التجول الافتراضي" في خرائط غوغل، وتبين أن المركز يقع في شمال فرنسا.
ويذكر أن الحساب يعتاد نشر مقاطع مشابهة بأسلوب استعراضي وتعليمي، ما ينفي أي صلة له بتركيا أو بالواقع التعليمي هناك.
المصدر: الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي
0 تعليق