أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، نداءً عاجلاً وصريحًا إلى العالم، محذرًا من أن النظام الصحي في قطاع غزة على وشك الانهيار التام، ووصف الوضع الإنساني هناك بأنه "لاإنساني"، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
جاءت هذه التصريحات القوية في وقت يتزامن فيه التوغل العسكري الإسرائيلي في شمال غزة مع أوامر إخلاء جديدة، مما يخلق كارثة إنسانية متفاقمة ويعرض مئات الآلاف من المدنيين لخطر جسيم.
موجات نزوح جديدة وكارثة للمرضى
أكد المدير العام أن التوغل العسكري وأوامر الإخلاء المستمرة في شمال غزة يؤديان إلى موجات نزوح جديدة، مما يفاقم من معاناة السكان المنهكين أصلًا.
وشدد بشكل خاص على المأساة التي يعيشها الفئات الأكثر ضعفًا، قائلًا: "المصابون وذوو الإعاقة لا يستطيعون الانتقال لأماكن آمنة، ما يعرضهم لخطر جسيم".
إن ترك هؤلاء المرضى والعاجزين عن الحركة خلفهم في مناطق القتال يعد حكمًا بالإعدام عليهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
المستشفيات تحتضر.. والوصول إليها مستحيل
دق غيبريسوس ناقوس الخطر بشأن الوضع الكارثي للمرافق الصحية المتبقية، موضحًا أن "المستشفيات المكتظة أصلًا على وشك الانهيار".
هذه المستشفيات التي تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية بكثير، تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، وتواجه ضغطًا لا يمكن تحمله.
وأضاف أن "تصاعد العنف يعيق الوصول إليها"، مما يعني أن الجرحى ينزفون حتى الموت في الشوارع أو تحت الأنقاض لعدم قدرتهم على الوصول إلى رعاية طبية، وأن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية نفسها تُستهدف، مما يجعل أي محاولة لإنقاذ الأرواح مهمة شبه مستحيلة.
دعوة عاجلة لوقف فوري لإطلاق النار
في ختام رسالته، وجه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دعوة مباشرة وقوية للمجتمع الدولي، مطالبًا بوضع حد فوري لهذه الكارثة.
وقال: "ندعو لوضع حد فوري لهذه الظروف اللاإنسانية، وندعو إلى وقف إطلاق النار".
إن هذه الدعوة لا تهدف فقط إلى إنهاء العنف، بل هي شرط أساسي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وإجلاء الحالات الحرجة، ومنح سكان غزة فرصة لالتقاط الأنفاس من جحيم لا يطاق.
0 تعليق