شهدت الأسهم الأمريكية حالة من الاستقرار خلال تعاملات جلسة اليوم الجمعة، وذلك مع عودة المستثمرين إلى الأسواق عقب عطلة أعياد الميلاد، حيث حافظت المؤشرات الرئيسية على مسارها الإيجابي لتحقيق مكاسب أسبوعية جديدة، في ظل تفاؤل يسود وول ستريت مع اقتراب نهاية العام.
وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تداولاته بالقرب من مستوى إغلاقه السابق، في حين تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بشكل طفيف بنحو 4 نقاط فقط، ما يعكس حالة من التوازن الحذر في الأسواق. ويأتي هذا الأداء بعد أسبوع قوي حقق فيه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا تجاوز 1%، ليكون بذلك على مشارف تسجيل رابع مكسب أسبوعي خلال خمسة أسابيع فقط.
أداء المؤشرات الرئيسية خلال الأسبوع
وعلى مدار الأسبوع الجاري، أظهرت مؤشرات داو جونز وناسداك مكاسب تجاوزت هي الأخرى حاجز 1%، في إشارة واضحة إلى تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين. وتزامن هذا الأداء الإيجابي مع جلسة وُصفت بالتاريخية، بعدما نجح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تسجيل قمم جديدة خلال التداولات اليومية.
يُذكر أن الأسواق الأمريكية كانت مغلقة يوم الخميس الماضي احتفالًا بعيد الكريسماس، قبل أن تستأنف نشاطها اليوم وسط هدوء نسبي في حجم التداول.
مخاطر حاضرة رغم الزخم الإيجابي
ورغم استمرار المخاوف المتعلقة بتداعيات التوسع السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب احتمالات فرض رسوم جمركية جديدة، نجحت الأسهم الأمريكية حتى الآن في تجاوز هذه التحديات دون تأثير كبير على الاتجاه العام للسوق.
ويرى محللو واستراتيجيو الأسواق أن المرحلة الحالية قد تشهد دخول الأسهم الأمريكية في فترة موسمية إيجابية، مدعومة بما يُعرف بـ”رالي سانتا كلوز”، والذي يمتد عادة من آخر خمسة أيام تداول في العام وحتى أول يومين من العام الجديد.
توقعات إيجابية حتى مطلع 2026
وتشير بيانات تاريخية صادرة عن ستوك تريدرز إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحقق خلال هذه الفترة مكاسب متوسطة تبلغ نحو 1.3% منذ عام 1950، وهو ما يعزز الآمال في استمرار الزخم الصاعد حتى بداية عام 2026.
ورغم هذا التفاؤل، لا يزال المستثمرون يراقبون عن كثب تطورات التضخم، والتعريفات الجمركية المحتملة، إضافة إلى مخاطر الإغلاق الحكومي، والتي قد تلقي بظلالها على الأسواق خلال الفترة المقبلة.
