أخبار السعودية

الزعاق: علاقة العرب بالنجوم ليست مجرد تراث.. بل جزء من وجودهم وهويتهم

أكد الخبير الفلكي السعودي د. خالد الزعاق أن علاقة العرب بالنجوم لم تكن يومًا مجرد جزء من التراث الثقافي أو المعرفي، بل تُعد علاقة وجودية عميقة، ارتبطت بكينونة الإنسان العربي منذ القدم، مشيرًا إلى أن العرب استخدموا النجوم في الملاحة والزراعة والتقويم، وجعلوها جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية والروحية.

جاء ذلك في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن فقرة توعوية قدمها الزعاق حول تاريخ العرب مع علم الفلك، حيث لاقى المقطع تفاعلاً واسعًا من المتابعين، وأعاد تسليط الضوء على الروابط العميقة بين العرب والسماء.

النجوم عند العرب.. من الملاحة إلى المواقيت والزراعة

قال الزعاق: “النجوم لم تكن للعرب ترفًا فكريًا، بل أداة حياة، بها يعرفون المواقيت، ويهتدون في الفيافي، ويزرعون ويحصدون، ويحددون بها بداية المواسم وتغيرات الطقس.”

وأوضح أن العرب، خاصة في الجزيرة العربية، كانوا من أدق الشعوب في ربط المناخ بالفلك، حيث طوّروا تقويمات موسمية مثل “الوسم” و”المرزم” و”الجبهة”، بناءً على ظهور نجوم معينة في السماء.

وأشار إلى أن العرب اعتمدوا على النجوم في تحديد القبلة والاتجاهات في التنقل والتجارة، خصوصًا قبل تطور وسائل القياس الحديثة، ما يجعل علم النجوم بالنسبة لهم ليس هواية أو أسطورة، بل علمًا نافعًا مرتبطًا بالنجاة والاستقرار.

علم الفلك العربي.. إرث معرفي عالمي

أشار الزعاق أيضًا إلى أن اهتمام العرب بالنجوم لم يتوقف عند الاستخدام العملي، بل تطوّر إلى علم متكامل ساهم في النهضة الفلكية العالمية، فبرز علماء مثل البتاني، والفرغاني، وابن الشاطر، الذين وضعوا أسس الحسابات الفلكية الدقيقة، ولا تزال بعض نظرياتهم تُدرّس حتى اليوم.

وأضاف: “ما كان تراثًا عند العرب، أصبح علمًا تتناقله الأمم. الحضارات القديمة نظرت للنجوم كمصدر خوف أو أسطورة، أما العرب ففهموها وأحسنوا استخدامها.”

وتُعد هذه التصريحات امتدادًا لرسالة الزعاق الإعلامية التي يسعى من خلالها إلى نشر الثقافة الفلكية وربطها بالهوية العربية، خاصة لدى الأجيال الجديدة، التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على التطبيقات الرقمية دون معرفة الجذور.

كما دعا إلى إدراج الموروث الفلكي العربي في المناهج التعليمية والبرامج الثقافية، ليبقى هذا العلم حيًا ومتجددًا، مؤكدًا أن “من لا يعرف كيف اهتدى أجداده، لا يستطيع أن يرسم مستقبله بثقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى