السعودية وإندونيسيا.. علاقات استراتيجية ممتدة منذ 80 عامًا وتعزيز مستمر للشراكة الاقتصادية
تُجسّد العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا نموذجًا متقدمًا في التعاون الثنائي الممتد منذ أكثر من ثمانية عقود، حيث ترتكز هذه الشراكة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية.
وتعززت العلاقات بين البلدين بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة، بدعم مباشر من قيادتي البلدين، إذ شهدت زيارات رفيعة المستوى وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تغطي عدة مجالات، من أبرزها الاستثمار، الطاقة، الحرمين الشريفين، التعليم، والسياحة.
اقتصاديًا، تحتل المملكة موقعًا مؤثرًا كواحدة من أبرز الشركاء التجاريين لإندونيسيا في الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 39 مليار ريال سعودي خلال عام 2024، مدفوعًا بزيادة صادرات النفط ومشتقاته، واستيراد السلع الإندونيسية مثل الزيوت والورق والمطاط.
وتُعد إندونيسيا من أكثر الدول التي تحظى بتسهيلات من المملكة في مجال الحج والعمرة، إذ تستقبل المملكة سنويًا مئات الآلاف من الحجاج الإندونيسيين وسط جهود لوجستية وتنظيمية ضخمة، ما يعكس عمق العلاقات الدينية والثقافية بين الشعبين.
كما يدعم الجانبان التعاون في المجالات التقنية والتنموية، ضمن توجهات رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتعزيز الشراكات مع الدول الآسيوية، وتوسيع القاعدة الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
ويتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون في القطاعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والتقنية الحيوية، بما يحقق المصالح المشتركة ويُسهم في استقرار وازدهار المنطقة.
