فازت الكاتبة سوسن حمدي، الفائزة بالمركز الأول لـ جائزة فتحي غانم للقصة القصيرة، عن مجموعتها القصصية "ست البنات".
"الدستور" أجرت حوارا مع سوسن حمدي، كشفت خلاله عن كواليس المجموعة وصولًا لتحقيقها المركز الأول بجائزة فتحي غانم.
-ما شعورك بعد الفوز بجائزة فتحي غانم للقصة القصيرة؟
سعيدة بالفوز، فالجائزة انتصار للمرأة وللقلم النسائي، والعمل سُيطبع بالمجلس الأعلى للثقافة، وهذه المرة الأولى لتعاملى مع المجلس، وكتبت هذه المجموعة بمزيج من الألم والحزن على أحوال المرأة ، فالمجموعة هي صرخة في وجه المجتمع.
-ماذا تناقش مجموعتك القصصية “ست البنات”؟
تدور “ست البنات” حول المرأة، مراحل حياتها، من كونها طفلة غير مرغوب فيها إلى إمرأة، مرورًا بمشاكل عديدة تقابلها مثل "الختان" و"العنوسة" والتى تأخذ حيزًا كبيرًا في حياة كل ست .
-لماذا اخترت تأخر زواج المرأة للكتابة عنها في مجموعتك القصصية؟
كتبت عن هذه الحالة التي تواجهها المرأة والتي يطلق عليها البعض “العنوسة”، لان أحيانًا المراة ترغب في الزواج من شخص ما لكنها لاتمتلك الجرأة على مصارحته، بل أنها أحيانًا تتنمى الارتباط وليس لديها القدرة على أن تذهب للشخص الذي تحبه و"تخطبه".
-حدثينا عن أبرز القصص التي تناولتها مجموعتك “ست البنات”
تتناول المجموعة القصصية أيضًا مشاكل عديدة، منها "المؤخر" فقد تنهدم الزيجة بسببه، سفر الزوج، يترك زوجته وأسرته لسنوات طويلة، فتتولى الزوجة الأسرة والإنفاق عليها.
وأيضًا ناقشت أزمة إدمان بعض الأزواج للمخدرات، فيبدأ تدريجيًا إهمال بيته وزوجته، وتتولى المرأة مسئولية الأسرة وكل شئ فتكون بمثابة "الأم والأب".
وفي قصة أخرى تناولت حياة إمرأة بعد الطلاق، تنشغل بتربية أطفالها، وفي الوقت نفسه تريد أن تحقق ذاتها، وهذه معضلة كبيرة في حياة كل إمرأة، فمن سينتصر: إرادتها أم أمومتها؟
ما عدد القصص التي قمت بإنجازها في"ست الكل"؟
كتبت 20 قصة، لأن قضايا ومشكلات المرأة كثيرة، لكن المسابقة اشترطت أن تكون المجموعة 15، فأرسلت إليها 16 قصة.
-هناك سمة مميزة لمجموعتك وهي “هموم المرأة”.. حدثينا عن فكرتك؟
بالفعل، وجدت أن في ظل هذه الهموم والمشكلات التي تلقى على عاتق المرأة، تنسى أنوثتها بشكل كبير،تصبح “رجل البيت” وأن الأنوثة ما هي إلا ضعف، وإن المجتمع يريدها "قوية"، وإن وجدها ضعيفة لن يرحمها، فترتدي ثوب الرجال، وهناك الكثير من الأزمات التي تقابلها وتفرض عليها التضحية والتضحية.
وفي إحدى القصص بعنوان "سائقة التوكتوك" أخبرتني إحدى أعضاء لجنة التحكيم، إن القصة كانت بالنسبة لها الأكثر تفوقا، قائلة لي: شعرت بكِ.
-تحدثت إنك بكيت في إحدى القصص أثناء كتابتها.. ما هي؟
نعم، بكيت وأنا أكتب “الرسالة الأخيرة” للأم التي يهجرها أبنائها، ولا تجد من يرعاها، فتذهب إلى دار للمسنين، وبالفعل قالت لى إحدى أعضاء تحكيم الجائزة إنها تأثرت بها، فقلت أن ما كتب بالدموع لا يقرأ إلا بالدموع.
في خضم مهامك اليومية كامرأة عاملة وأم وزوجة وكاتبة.. ماذا يمثل الأدب لكِ؟
الأدب حياة أعيشها طوال الوقت، أعمل مدرسة بمحافظ البحيرة، أم لأطفال، أكتب طوال الوقت سواء في المواصلات أي مكان، كل شئ بداخلي أحوله إلى مخطوط ونص أدبي، أهرب من عالم المواجهة إلى الكتابة.
هل تخصصين وقتًا للكتابة تلتزمين به أم لا؟
نعم، أكتب كل يوم على الأقل لمدة ساعة، فأحارب الوقت حتى أفوز بالوقت، أكتب من الساعة 10 إلى 12 مساءً، وأسعى لإنجاز المهمام ومسئولياتي كأم عاملة وزوجة حتى أفوز بهاتين الساعتين.
هل لديكِ رسالة أخيرة تودين قولها من تجربة مجموعتك “ست البنات”؟
نعم، أتمنى أن الأعباء يتحملها الرجل والمرأة كشريكين في الحياة، مثلما خلقهما الله سبحانه وتعالي، ولا تكن المرأة بمفردها تتحمل كل هذا العبء، وكل هذه الأشياء يجب أن يلتفت إليها المجتمع.
0 تعليق