محادثات إيرانية أوروبية لكسر الجمود النووي قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة

أفادت صحيفة الجارديان البريطانية، بأن إيران تجري محادثات في جنيف مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في محاولة لكسر الجمود المستمر حول برنامجها النووي. 

وتعتبر هذه المحادثات فرصة قد تكون الأخيرة قبل عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في 20 يناير 2025، إذ من المتوقع أن تتأثر الدبلوماسية النووية بشكل كبير بتغير القيادة في الولايات المتحدة.

خلال فترة حكمه الأولى، تبنى ترامب سياسة "الضغط الاقتصادي الأقصى" تجاه إيران، ما دفع العلاقات إلى توتر شديد. 

وقبيل المحادثات، رفع كاظم غريب أبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، من حدة تصريحاته، حيث دعا الاتحاد الأوروبي إلى "التخلي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول" في قضايا متعددة، من بينها الحرب في أوكرانيا والملف النووي الإيراني.

 

إيران تتطلع إلى حل دبلوماسي مع أوروبا قبل فترة رئاسة ترامب الثانية

 

الأوروبيون، من جهتهم، باتوا يشعرون بالإحباط من سياسة إيران، خاصة في ما يتعلق بتوريد الأسلحة لروسيا في حربها بأوكرانيا، وكذلك عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، كما تخشى بعض العواصم الأوروبية من أن مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصب قد يكون مؤشرًا على نية إيران المضي قدمًا في تطوير أسلحة نووية.

إيران من جانبها، ترى أن أوروبا لم تتجاوب مع إشارة واضحة من طهران عندما عرضت الأخيرة الحد من برنامج تخصيب اليورانيوم إلى 60% والسماح بعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.

وفي تصريحاته في باريس، قال نيكولا ليرنر، رئيس جهاز المخابرات الفرنسي، إن الخطر المتمثل في انتشار الأسلحة النووية الإيرانية يُعتبر "أكبر تهديد" في الأشهر المقبلة. من ناحيته، أكد ريتشارد مور، رئيس جهاز المخابرات البريطاني، أن طموحات إيران النووية "لا تزال تهدد الجميع" رغم الضغوط الأخيرة على الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.

الهدف من محادثات جنيف هو تقييم ما إذا كان هناك أي أساس لتطوير العرض الإيراني، بالإضافة إلى محاولة تحديد حدود للتعاون العسكري بين إيران وروسيا. وفي المقابل، قد تحاول الدول الأوروبية رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، لكن الفترة الزمنية ضيقة قبل أن يتولى ترامب السلطة.

إيران أكدت أنها لم تزود روسيا بالصواريخ الباليستية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة، في حين أظهرت المحادثات بين غريب أبادي وإنريكي مورا، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، عدم وجود اتفاق واضح بين الطرفين.

غريب أبادي، في تغريدة له، انتقد الموقف الأوروبي، قائلاً: "يجب على أوروبا التوقف عن تحميل الآخرين مشاكلها، بما في ذلك في ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا". وأضاف أن "الدول الأوروبية الكبرى فقدت أي مصداقية أخلاقية في الحديث عن حقوق الإنسان بسبب مواقفها تجاه الوضع في غزة".

من جهته، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الهدف من الاجتماع هو تحديد ما إذا كانت أوروبا ترغب في التعاون أو التصعيد. ولفت إلى أن إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران قد يؤدي إلى تغيير جذري في الداخل الإيراني حول مسألة امتلاك الأسلحة النووية.

وأضاف: إيران تلتزم بموقفها الرافض لامتلاك الأسلحة النووية، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، في حين أن العراقجي أشار إلى أن عدم اتخاذ أوروبا لموقف مستقل بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 قد ساهم في إضعاف الموقف الإيراني المعتدل الذي كان يعتقد أن التعاون مع الغرب سيؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق