سفيرة رومانيا بالقاهرة: العلاقات مع مصر شهدت دفعة قوية بزيارة وزيرة الخارجية لومينيتسا أودوبيسكو

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت سفيرة رومانيا بالقاهرة أوليفيا تودرين، أن العلاقات مع مصر شهدت دفعة قوية في الفترة الأخيرة، في ضوء زيارة وزيرة خارجية رومانيا لومينيتسا أودوبيسكو، إلى مصر في أكتوبر الماضي؛ نظرًا لكونها أول زيارة لوزير خارجية روماني منذ 11 عامًا، وقد أجرت خلالها مباحثات مثمرة مع وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 

وقالت سفيرة رومانيا بالقاهرة - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - بمناسبة العيد القومي لرومانيا الذي يوافق اليوم الأحد، إن "الوزيرة أودوبيسكو، أشادت خلال لقائها مع الدكتور عبدالعاطي، بالدور المحوري لمصر في التوسط في الأزمة المستمرة في غزة وفي الشرق الأوسط على نطاق أوسع، مشيدة بدعم القاهرة لإجلاء الرعايا الرومانيين وأفراد أسرهم من غزة في أواخر عام 2023 وبداية عام 2024، مشيرة إلى أن هذه المباحثات أكدت على الالتزام المشترك بمعالجة التحديات الإقليمية وتقديم أفضل مساهمة ممكنة لاستعادة السلام، وكذلك المشاركة الإنسانية المهمة لرومانيا في غزة ولبنان".


وأضافت أن "المباحثات بين الجانبين تناولت تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات مثل الاستثمارات المتبادلة، والأعمال التجارية الجديدة، من خلال المشروعات المشتركة، وتنويع التجارة، وتعزيز المزيد من المشروعات التعليمية بما في ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص، والمشروعات الثقافية التي تركز على الصناعات الإبداعية الجديدة وإعادة إطلاق التبادلات الأدبية المتبادلة في معارض الكتب".


وتابعت السفيرة، أن المباحثات ناقشت الأوضاع في أوروبا خاصة الضغوط الجيوسياسية التي فرضتها الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد والمجتمع الروماني وتداعياتها على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، خاصة على مصر، وإفريقيا بشكل عام، فضلا عن القلق من التدخلات الأجنبية الهجينة الجارية في دول الجوار، مبينة أن زيارة أودوبيسكو، شهدت تدشين أول مشروع مصري روماني مخصص لإفريقيا منذ سنوات عديدة، حيث افتتح الوزيران دورة تدريبية مشتركة حول إعادة الإعمار بعد الصراع في منطقة الساحل التي يتم تنظيمها من قبل مع مركز القاهرة الدولي المرموق لحل النزاعات وحفظ وبناء السلام، بالتعاون مع وزارة الخارجية الرومانية والوكالة الرومانية للتنمية في إفريقيا في مسعى نحو تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا.


وأردفت أن "الوزيرة الرومانية بحثت مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان سبل جديدة للتعاون في مجال الرعاية الصحية والبحوث الطبية والأدوية، مؤكدة وجود فرص واعدة للاستفادة من الخبرة الرومانية العالمية في مجال طب الشيخوخة، وتعزيز التعاون مع مصر في مجال السياحة العلاجية الممتازة".


وأوضحت السفيرة أن "الوزيرين تبادلا وجهات النظر والدروس المستفادة حول أفضل السبل لإجلاء المرضى، وبخاصة الأطفال، من قطاع غزة.. ثم انضم لهما وزير الصحة الفلسطيني لبحث دور رومانيا في هذا الصدد"، لافتة إلى أن "بوخارست نفذت مؤخرًا عمليتي إجلاء طبي من غزة، بهدف إنقاذ حياة 14 طفلاً مريضًا بمرافقة عائلاتهم، وتوفير ملاذ آمن لـ 39 شخصًا آخرين من عائلاتهم، في رومانيا"، معربة عن تقديرها دعوة أودوبيسكو، لحضور حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية.


وأشارت إلى أن "أودوبيسكو، بحثت مع وزير الثقافة أحمد هنو، سبل تعزيز التعاون الثقافي خاصة المشروعات الفنية مشيرة إلى اهتمام رومانيا الشديد، على مستوى عالٍ للغاية، بدعوتها كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 2026 وهو العام الذي سنحتفل فيه بمرور 120 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".


وقالت السفيرة: إن "الزيارة أتاحت لأودوبيسكو، الفرصة للقاء مع وزيرة التخطيط والتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية رانيا المشاط، لمتابعة نتائج اللجنة العليا المشتركة التي عقدت في بوخارست في 9 أكتوبر بمشاركة أكثر من 100 شركة مصرية"، موضحة أنه "تم التوقيع على خمس وثائق تعاون، وبروتوكول اللجنة المشتركة، في قطاعات مثل الاستثمار والزراعة والشركات الصغيرة والمتوسطة وإنشاء البنية الأساسية للغاز والتعاون في مجالي النفط والغاز".


وأضافت أن "هناك آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون في قطاع الطاقة والزراعة والتحول الرقمي والأمن السيبراني والسياحة الصحية والتعليم والبحث وصناعة الأدوية والصناعات الإبداعية"، لافتة إلى أن "التبادل التجاري بين البلدين بلغ 20ر1 مليار دولار عام 2023 من بينها صادرات مصرية لرومانيا بقيمة 520 مليون دولار بينما استوردت مصر من بوخارست ما قيمته 745 مليون دولار".


وعن الشراكة المصرية - الأوروبية، أكدت السفيرة أن "نتائج مؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي شكلت لحظة محورية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبروكسل، كما يتضح من توقيع اتفاقيات بقيمة 40 مليار يورو، إلى جانب التوقعات الاقتصادية المواتية التي تشير إلى مسار إيجابي للاقتصاد المصري في السنوات القادمة".


وبيَّنت السفيرة أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بعلاقته مع مصر، وفقًا لنص وروح الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الجديدة"، مؤكدة أن "رومانيا بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي، تشارك في كيفية تنفيذ هذه الشراكة من جانب الاتحاد الأوروبي، جنبًا إلى جنب مع جميع الأعضاء"، منوهة إلى أن "رومانيا في وضع جيد للعمل كجسر للشركات المصرية التي تسعى إلى الوصول إلى الأسواق الأوروبية، خاصة في وسط وجنوب شرق أوروبا، فضلا عن معرفتها بمعايير الاتحاد الأوروبي والأطر التنظيمية وديناميكيات السوق التي ستكون مفيدة في مساعدة الشركات المصرية، خاصة تلك العاملة في البنية الأساسية والطاقة والزراعة".


وأكدت "استعداد بلادها لبناء شراكة جديدة مع المؤسسات والشركات المصرية في المجالات السابق ذكرها"، لافتة إلى تفهمها "للتحديات الضخمة التي تشهدها مصر في ضوء تجربة رومانيا التي شهدت عقودًا من التحول الاقتصادي والعديد من جولات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، معربة عن تقديرها "للجهود الهائلة التي تبذلها الحكومة المصرية، بدعم من رئيس الجمهورية الجديدة عبد الفتاح السيسي، في إيجاد هذا التوازن الأكثر ملاءمة لمصر والمصريين في هذه اللحظة الصعبة من الزمن، في ظل الأزمات العديدة التي تشهدها المنطقة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق