بدعوة من وزارة الثقافة والسياحة السورية، حضرت «الأنباء» حفل الموسيقار اللبناني غي مانوكيان الذي برع في العزف على آلة البيانو من خلال حكايات وقصص أشعلت نار الذكريات في مخيلة الحضور البالغ عددهم ما يقارب 1200 ليكونوا شاهدين على إبداع موسيقار وعازف آلة البيانو التي حكت وتضمنت حكاية قدومه الى دمشق الحياة والثقافة والموسيقى كما شقيقها لبنان حسب توصيف الموسيقار مانوكيان لكل من حضر أمسيته، سواء بدمشق أو للدمشقيين في كندا، فعزف لهم عن وطنهم الأم وحكاياته وحكايا جداتهم قبل حضوره لدمشق حاملا الحب منهم لوطنهم الأم حالهم حال الأطفال التواقين لأحضان جدات غابوا عنهن سنوات وسنوات، ولم يستمعوا لتلك الالحان منذ زمن، والهدف ألا ينسى أولئك الأطفال والشباب اليافعين تراثهم وأغاني أوطانهم العربية في منزل والديهم بالغربة، والهدف ان يبقى الوطن كما الوريد الذي يغذي قلوبهم يغذي حبهم وانتماءاتهم لأوطانهم وتراثهم الفني والثقافي والوطني، كاشفا ان أول كاسيت عربي اشتراه هو للمطربة وردة الجزائرية، وأيضا إلى معزوفته المفضلة لابنته الوحيدة «قمرة يا قمرة».
في هذه الأمسية مزج مانوكيان بين الألحان ذات الإيقاع السريع وايقاعات أخرى تميزت بالبطء والشجن من خلال الانتقالات المفاجئة له أثناء العزف، فعزف أغنية «طلوا حبابنا طلوا» فتفاعل معه الجمهور بحب لا يوصف لينتقل مباشرة مع الجمهور الى أغنية «ما حدا بعبي مطرحك بقلبي» وتميز الايقاع بأقل سرعة، ثم ليعود ليعزف «نقيلك أحلى زهرة»، وخاطب السوريين بإهدائهم أغنية «حلوة يا بلدي» مع ثلة من الأغاني ذات المستوى الرفيع الراقي اختارها بعناية ودقة متناهية والسبب ادراكه بأن الحضور يتمتع بأذن ذواقة على الرغم مما أصاب سورية من أزمات ومصائب لم تنته بعد.
بدوره، الجمهور تفاعل وتناغم وانسجم منذ اللحظات الأولى لقدومه لحضور أمسية تعتبر ليلة من ليالي العمر التي لا تنسى، فغنوا مع الموسيقار حتى انه ومن شدة اعجابه بالجمهور صمت أكثر من مرة ليكمل الجمهور الأغاني مع عزفه، وحتى بعد انتهاء الحفل اقترب الجمهور منه ومن الفرقة الموسيقية لتخليد تلك الليلة التي لا تنسى من خلال الصور التذكارية.
وختم الموسيقار غي مانوكيان تلك الأمسية السعيدة قائلا: أحلى عالم وأحلى جو بتعملوا أنتو، شاكرا وزارتي الثقافة والسياحة والرعاة لتلك الأمسية والمنظمين للحفل وللحضور الذين وصفهم بـ «العيلة» التي انضمت بكل سرور إلى أفراد فرقته الذين تجمعهم الموسيقى مدى الحياة، خاصة وان من بين الموسيقيين لا زال منذ عشرين سنة بالفرقة.
لذلك نستطيع القول إن الموسيقار مانوكيان عزف لحنا فريدا وجميلا عزف بدار الأوبرا وسيخلد في ذاكرة كل من حضر وبتاريخ استقبال الاوبرا للمبدعين.
الجدير بالذكر ان من نظم للحفل واقامته كان من قبل وزارتي الثقافة والسياحة تميز بدقة من حيث التنظيم وبالحفاوة من قبل المعنيين بدار الأوبرا على الرغم من الاعداد الكبيرة التي حضرت وميز الحضور بالحس الموسيقي، فامتلأ المسرح بهدوء ولم نشهد أي تدافع كما حدث في الحفل السابق للفنان هاني شاكر عند رؤيتنا لمشاهد التدافع والصراخ والمشكلات التنظيمية.