أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن المجاعة في قطاع غزة لم تعد مجرد تحذير أو توقع، بل أصبحت "أمرًا واقعيًا" واصفًا إياها بأنها "من صنع البشر".
وأوضح أن هذه الكارثة الإنسانية وقعت رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها المنظمة على مدار أشهر طويلة، إلا أن المجتمع الدولي لم يستمع إليها ولم يتخذ إجراءات عاجلة لمنعها.
القصف المستمر يفاقم الأزمة
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أشار المفوض العام إلى أن القصف الإسرائيلي المتواصل يحول دون أي إمكانية لمعالجة أزمة الغذاء، حيث أصبح سكان غزة يبحثون عن لقمة العيش ويموتون بصمت جراء الجوع والحرمان.
الثمن الباهظ للعاملين في المجال الإنساني
سلط المسؤول الأممي الضوء على المعاناة الكبيرة التي يتكبدها موظفو الأونروا والعاملون في المجال الإنساني داخل القطاع، مؤكدًا أن المنظمة فقدت 360 موظفًا منذ اندلاع الحرب.
وأضاف أن الوضع وصل إلى حد أن بعض مقدمي الإغاثة أنفسهم يعانون من الجوع ويُصابون بالإغماء أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
تجاوز للخطوط الحمراء وغياب للتعاطف الدولي
واعتبر المفوض العام أن ما يجري في غزة هو نتيجة مباشرة لـ تجاوز إسرائيل لكل الحدود والخطوط الحمراء، في ظل وجود حصانة سياسية وغياب واضح للتعاطف الجماعي الدولي.
وأكد أن هذه الممارسات جعلت الأزمة الإنسانية أكثر تعقيدًا، ودفعت الشعب الفلسطيني نحو كارثة مجاعة غير مسبوقة.
الأونروا: الحل ممكن وفوري
رغم الصورة القاتمة، شدد المفوض العام للأونروا على أن الحل لإنهاء هذه المأساة ما زال ممكنًا وفوريًا، موضحًا أن لدى المنظمة مخزونًا كافيًا من الإمدادات في كل من الأردن ومصر يمكنه تغطية احتياجات سكان غزة لأشهر قادمة.
لكنه طالب بضرورة رفع القيود المفروضة والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل بحرية، بما يضمن وصول المساعدات العاجلة إلى السكان وإنقاذهم من شبح الجوع.
0 تعليق