عاجل

نورمان جوزيف وودلاند: مخترع غيّر عالم التسوق بـ «الباركود» - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: أحمد البشير

وُلد نورمان جوزيف وودلاند في السادس من سبتمبر/ أيلول من عام 1921 بمدينة أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وكان الابن الأكبر في عائلته. تخرّج في مدرسة «أتلانتيك سيتي» الثانوية، وخدم خلال الحرب العالمية الثانية كمساعد تقني في مشروع مانهاتن بمدينة «أوك ريدج» بولاية تينيسي. وبعد انتهاء الحرب، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة «دريكسل» (التي كانت تُعرف حينها بمعهد دريكسل للتكنولوجيا) في عام 1947، ثم عمل محاضراً في الهندسة الميكانيكية بالجامعة بين عامي 1948 و1949.

بدأت قصة اختراع الباركود في عام 1948، حين كان زميله في «دريكسل»، برنارد سيلفر، قد سمع مديراً تنفيذياً لسلسلة متاجر كبرى يطلب من عميد كلية الهندسة إيجاد طريقة لالتقاط بيانات المنتجات تلقائياً عند الدفع. ورغم أن العميد رفض الطلب، إلا أن الفكرة أثارت اهتمام سيلفر الذي نقلها إلى وودلاند.

قرر وودلاند أن الفكرة تستحق التجربة، فاستثمر أرباحه من سوق الأسهم، وترك وظيفته الأكاديمية، وانتقل إلى شقة جده في ولاية فلوريدا ليتفرغ للبحث. وعلى شاطئ البحر، استعاد وودلاند تدريبه في الكشافة وكيفية استخدام النقاط والشرطات في شفرة مورس لنقل المعلومات. وبدأ برسم نقاط وشرطات على الرمال، ثم جرّها بأصابعه لأسفل، لتتحول النقاط إلى خطوط رفيعة والشرطات إلى خطوط سميكة، ما ألهمه بفكرة «رمز شريطي» ثنائي الأبعاد يعتمد على مبدأ مشابه لشفرة مورس.

شارك وودلاند الفكرة مع سيلفر، وبالاستفادة من تقنية الأفلام الصوتية الضوئية، تقدما بطلب براءة اختراع في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1949، وحصلا على براءة أمريكية في 7 أكتوبر 1952.

من براءة اختراع إلى رمز عالمي

التحق وودلاند بشركة «آي بي إم» في عام 1951، لكن الشركة لم تكن ترى حينها جدوى تجارية للفكرة، فباع هو وسيلفر براءة الاختراع في مقابل 15 ألف دولار لشركة «فيلكو»، التي باعتها لاحقاً لشركة «آر سي أيه». حاولت «آر سي أيه» تطوير الفكرة تجارياً طوال الستينات، لكن دون نجاح يُذكر حتى انتهاء البراءة عام 1969.

في أواخر الستينات، اهتمت «الجمعية الوطنية لسلاسل الأغذية» بالفكرة، وشكلت لجنة خاصة لوضع «رمز موحد لمنتجات البقالة». وفي عام 1971، دخلت «آي بي إم» المنافسة، واكتشفت تاريخ وودلاند مع التقنية، فنقلته إلى منشآتها في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث لعب دوراً محورياً في تطوير النسخة النهائية والأكثر شهرة من التقنية: الرمز العالمي للمنتجات (UPC)، متفوقاً على شركة «آر سي أيه» في المنافسة.

وفي عام 1974، تم مسح أول منتج يحمل رمز “UPC” في أحد متاجر أوهايو، وكان عبارة عن علبة علكة. وخلال مسيرته الحافلة، نال نورمان جوزيف وودلاند عدة جوائز وتكريمات مرموقة، ففي عام 1973 حصل على جائزة الإنجاز المتميز من شركة «آي بي إم»، وفي عام 1992 منحه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وسام التكنولوجيا الوطني تقديراً لإسهامه البارز في ابتكار تقنية الباركود. كما كرّمته جامعته الأم، دريكسل، عام 1998 بمنحه درجة فخرية، وفي عام 2011 أُدرج اسمه في قاعة مشاهير المخترعين الوطنية، تخليداً لإرثه العلمي والابتكاري.

وفاته

توفي وودلاند في 9 ديسمبر/كانون الأول من عام 2012 في مدينة «إدج ووتر» بولاية نيوجيرسي، متأثراً بمضاعفات مرض الزهايمر، تاركاً إرثاً تقنياً غيّر وجه التسوق والتجارة في العالم.

0 تعليق