تشهد الأسواق المالية الأمريكية حالة من القلق المتزايد بشأن الارتفاعات القياسية المتتالية لمؤشر «إس أند بي 500»؛ حيث يرى محللون أن مستويات التقييم المرتفعة قد تكون إشارة إلى فقاعة آخذة في التشكل.
ورغم أن أصابع الاتهام وُجهت في البداية إلى قطاع التكنولوجيا الذي قاد المكاسب منذ بداية 2025، فإن البيانات الأخيرة تكشف أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «مايكروسوفت» و«إنفيديا» و«ألفابت» و«ميتا»، قد دعمت ارتفاع أسهمها بنمو قوي في الأرباح، ما جعل التقييمات تبدو مبررة نسبياً. فقد قفز مؤشر التكنولوجيا في «إس أند بي 500» بنسبة 27% هذا العام، وهو ما يتماشى تقريباً مع نمو أرباح القطاع البالغ 26.9%.
لكن الصورة مختلفة في بقية قطاعات السوق، حيث أظهر تقرير صادر عن «سيبورت ريسيرتش بارتنارز»، أن مؤشر الشركات المستثنى منه قطاع التكنولوجيا ارتفع 13% خلال العام الماضي، في حين لم تتجاوز أرباحها نمواً بنسبة 6.4% فقط. والأمر أكثر وضوحاً في قطاع المواد، الذي يضم شركات الكيماويات والتعدين، حيث ارتفعت الأسعار 9% منذ بداية العام، بينما تراجعت أرباح القطاع 13%. ومن أبرز الأمثلة شركة «داو آي إن سي» التي أصبحت الأغلى في المؤشر بأكمله، إذ يتم تداول سهمها عند مضاعف أرباح هائل يبلغ 914 مرة.
ورغم أن بعض شركات التكنولوجيا مثل «أوراكل» و«بروادكوم» تتداول بمضاعفات أرباح مرتفعة جداً (67 و86 مرة على التوالي)، فإن مجموعة «السبعة العظماء»، التي تضم «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«ميتا» و«ألفابت» وغيرها، أظهرت اتجاهاً معاكساً، حيث انخفض مضاعف الربحية لديها 7.9% في عام 2025 رغم ارتفاع أسهمها 18%. كما أن توقعات نمو أرباحها بنسبة 20% خلال الـ12 شهراً المقبلة توفر مبرراً إضافياً لقيمتها السوقية.
0 تعليق