تهافت أثرياء العالم يغذِّي ازدهار عقارات دبي - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أظهر استطلاع حديث أجرته شركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك»، أن 96% من المستثمرين السعوديين ممن شملهم الاستطلاع و86% من نظرائهم الهنود أبدوا نيتهم الاستثمار في عقارات دبي.
وكشف الاستطلاع على نطاق أوسع، أن 68% من الأفراد ذوي الثروات الكبيرة من مختلف مناطق العالم يخططون لشراء عقارات في دبي، وهو ما يؤكد السمعة المتنامية للإمارة كوجهة رائدة في مجال العقارات، حسبما ذكرت الشركة.
تتمتع الفلل والوحدات السكنية ذات العلامات التجارية بجاذبية أكبر، إذ يفضل حوالي 58% من المستثمرين السعوديين الفلل، كما أن 66% من المشترين العالميين مهتمون بالوحدات السكنية ذات العلامات التجارية.
وأوضح التقرير، أن المساكن ذات العلامات التجارية والعقارات الفاخرة التي تديرها علامات تجارية مرموقة في مجال الضيافة وتوفر وسائل راحة وخدمات حصرية، عززت جاذبيتها للمشترين الأثرياء.
وأبدى 83% من المُستطلعين اهتمامهم بشراء الأراضي لتطوير منازل مصممة حسب الطلب، ما يسلط الضوء على اتجاه واضح نحو التخصيص والحصرية في سوق العقارات الفاخرة في الإمارة.
387 ثرياً
وقدمت «نايت فرانك» رؤى رئيسية حول سوق العقارات في دبي من خلال وجهات نظر 387 من الأفراد ذوي الثروات العالية على مستوى العالم.
وبمتوسط صافي ثروة يبلغ 22 مليون دولار باستثناء المسكن الأساسي، يمثل هؤلاء الأفراد قوة استثمارية كبيرة توسع أسواق المصدر الرئيسية المعروفة، كالمملكة المتحدة والهند والمملكة العربية السعودية وشرق آسيا.
ويبلغ مجموع ثروات المشاركين في الاستطلاع 8.3 مليار دولار، ما يجعل النتائج بالغة الأهمية لفهم اتجاهات استثمارات العقارات الفاخرة في دبي اعتباراً من عام 2025.
واصل سوق العقارات في دبي إظهار مرونة ونمو قويين بدعم من النشاط الاقتصادي القوي والطلب المتزايد من المشترين.
وفي العام 2024، سجلت الإمارة رقماً غير مسبوق في المعاملات العقارية بلغ 169 ألف معاملة بقيمة 367 مليار درهم، وهو ما يعكس موجة متزايدة من الاهتمام من جانب المستثمرين الأثرياء في جميع أنحاء العالم.
ويشكل النمو المستدام لسكان الإمارة محركاً أساسياً حيث تشير التوقعات إلى زيادة قدرها 2.4 مليون نسمة تقريباً بحلول عام 2040، وأشار التقرير إلى أن هذا التوسع الديموغرافي يضع لبنة أساسية طويلة الأمد للطلب، ليس طلباً فقط على العقارات السكنية فقط ولكن أيضاً على قطاعي العقارات التجارية واللوجستية.
وتؤكد المعدلات المرتفعة لتجديد عقود الإيجار على جاذبية دبي المتزايدة للأفراد ذوي الثروات العالية والمقيمين الدوليين الذين يبحثون عن خيارات معيشية طويلة الأجل.
ميزانيات ضخمة
من الناحية المالية يخصص هؤلاء المستثمرون ميزانيات ضخمة لتملك عقارات في دبي حيث تجاوز إجمالي الميزانية التي خصصها الأثرياء الذين شملهم الاستطلاع 10 مليارات دولار، مع تفاوت متوسط ميزانياتهم الفردية حسب المنطقة.
ويتصدر المستثمرون السعوديون القائمة بمتوسط ميزانية يبلغ حوالي 45.7 مليون دولار، يليهم المشترون من شرق آسيا ب 38 مليون دولار، ثم المستثمرون الهنود ب 30.3 مليون دولار.
ومن بين أصحاب الثروات الضخمة (من تتجاوز ثرواتهم 20 مليون دولار) يسعى 74% منهم إلى شراء فلل على شاطئ البحر، بينما أبدى 69% استعدادهم للاستثمار في مساكن تحمل علامات تجارية مرموقة يتجاوز سعر القدم المربعة منها 5000 دولار. وهذا يُظهر استعداد المشترين الأثرياء لدفع مبالغ إضافية مقابل مواقع مميزة ومشاريع عقارية فاخرة.
أحياء مفضلة
تكشف تفضيلات المواقع أن دبي مارينا، ووسط مدينة دبي، ودبي هيلز استيت تظل الأحياء الأكثر طلباً نظراً لجاذبية نمط الحياة فيها، وعروضها الفاخرة، وسهولة الوصول إليها.
كما تحول الطلب بشكل متزايد إلى أن يكون «المستخدم النهائي»، وهم الفئة التي تشتري المنزل بهدف السكن فيه بدلاً من الشراء بغرض المتاجرة، مما يمثل تطوراً صحياً في السوق نحو ملكية مسكن بالفعل.
عوائد مغرية
من حيث العوائد تظل عوائد العقارات السكنية جاذبة حيث تقدم الشقق عوائد مستقرة تتراوح بين 5% و7%، بينما توفر الفيلات والمنازل عوائد تتراوح بين 4.5% و6%.
وفي الوقت ذاته سجلت القطاعات الصناعية واللوجستية نمواً ملحوظاً في الإيجارات بنسبة 33% خلال العام الماضي، مما جذب المستثمرين بعوائد تتراوح في المتوسط بين 7.5% و8% على العقارات المؤجرة في المناطق الحرة وغير الحرة.
ويستفيد سوق العقارات التجارية أيضاً من هذا الطلب القوي الذي تُعززه مكانة دبي كأكبر اقتصاد عالمي يحتل المرتبة السابعة والعشرين.
ويواصل قطاعا المكاتب والتجزئة ازدهارهما مع انتقال الشركات إلى المدينة بحثاً عن قاعدة استراتيجية ذات بنية تحتية داعمة وأطر تنظيمية.يقول تقرير «نايت فرانك»: إن السمة المميزة لدورة العقارات الحالية في دبي هي الارتفاع الكبير في الطلب الحقيقي من قبل المستخدم النهائي، مما يشير إلى أن احتياجات المسكن الأساسي تدفع نشاط السوق بشكل متزايد.
وفي الوقت ذاته أصبحت الاستدامة من الاعتبارات الأساسية حيث يبدي المستثمرون تفضيلاً بشكل أكبر للمباني المعتمدة بيئياً، مما يعكس تركيزاً أوسع على عوامل «الحوكمة البيئية والاجتماعية» عند اتخاذ قرار الاستثمار العقاري.
مشاريع خارج دبي
حسبما ذكر التقرير، تشير مشاريع تطويرية، كمنتجع «وين» في رأس الخيمة، إلى توسع في المشاريع السكنية والفندقية ذات العلامات التجارية المرموقة داخل الإمارات. وقالت إن هذا التنوع يعزز جاذبية الدولة كوجهة شاملة لأسلوب حياة فاخر، مكملاً بذلك سوق دبي الراسخ.
وأكد الخبراء المشاركون في التقرير أن الاستقرار الاقتصادي في دبي، إلى جانب السياسات الصديقة للمستثمرين وجودة الحياة العالية، يحافظ على جاذبية المدينة كوجهة استثمار عقاري موثوقة وطويلة الأمد. ويؤكد النمو في العقارات التجارية، وخاصة في الخدمات اللوجستية والضيافة، إلى جانب الأداء الثابت لدبي في مبيعات المنازل الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار، قدرة السوق على تحقيق أرقام قياسية جديدة مدعومة بالطلب العالمي على العقارات الفاخرة.

0 تعليق