«لايف ساينس»
رغم أن القطط غالباً ما تصوّر كمخلوقات مستقلة وغامضة، تكشف الأبحاث العلمية الحديثة جانباً غير متوقع من شخصياتها يقوم على رابطة عاطفية حقيقية مع الإنسان، مدعومة بكيمياء الدماغ، وتحديداً «الأوكسيتوسين»، المعروف بهرمون الحب.
«الأوكسيتوسين» هو مادة كيميائية يفرزها الدماغ أثناء لحظات الترابط العاطفي، كعناق الأم لطفلها أو لقاء الأحبة، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن هذا الهرمون نفسه يؤدي دوراً في العلاقة التي تجمعنا بالقطط، تلك الكائنات التي اعتدنا أن نصفها بالانعزالية أو البرود.
تشير الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون في اليابان وأوروبا، إلى أن التفاعل الودي مع القطط، مثل المداعبة بلطف أو التحدث بنبرة دافئة، يؤدي إلى زيادة ملحوظة في مستوى «الأوكسيتوسين» لدى الإنسان، بل إن بعض القطط تستجيب بالمثل، إذا شعرت بالراحة والأمن في علاقتها بصاحبها.
في تجربة أجريت مطلع العام الجاري، راقب علماء السلوك الحيواني التغيرات الهرمونية لدى القطط وأصحابها خلال فترات قصيرة من اللعب والمداعبة في بيئة منزلية.
وأظهرت النتائج أن القطط التي بادرت بالاقتراب من أصحابها أو جلست بجانبهم، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في «الأوكسيتوسين»، بينما لم تظهر القطط التي حافظت على مسافة فاصلة لشعورها بعدم الارتياح أي زيادة تذكر، بل إن بعضها شهد انخفاضاً في مستويات «الأوكسيتوسين» عند فرض التفاعل عليها.
وليس من قبيل الصدفة أن كثيراً من الناس يجدون في صوت خرخرة القطة راحة نفسية وطمأنينة، فقد ثبت علمياً أن هذا الصوت منخفض التردد يحفز إفراز «الأوكسيتوسين» في الدماغ، ما يسهم في خفض مستويات التوتر وضغط الدم وحتى تخفيف الألم، وتنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي (جهاز الراحة والهضم) لمساعدة الجسم على الاسترخاء.
ورغم أن التفاعلات بين الإنسان والكلب تظهر عموماً استجابة هرمونية أقوى، مع ارتفاع متوسط في «الأوكسيتوسين» يصل إلى 57% بعد اللعب، فإن التفاعل مع القطط لا يقل أهمية على المستوى العاطفي، فنيل حبها ليس تلقائياً، بل يكتسب ويغذى مع الوقت.
0 تعليق