تشهد محطة زابوريجيا النووية، أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا الواقعة تحت السيطرة الروسية في أوكرانيا، انقطاعاً غير مسبوق للطاقة الخارجية منذ أكثر من 3 أيام، بدأ في الساعة 16:56 من يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025.
6 مفاعلات نووية على المحك
ويأتي هذا الانقطاع، الذي يُعد الأطول من نوعه، بعد تعطل آخر خط كهرباء رئيسي (750 كيلوفولت) على الجانب الروسي، ما أثار مخاوف دولية بشأن سلامة المحطة التي تضم 6 مفاعلات نووية وتقع على خط المواجهة في الحرب الأوكرانية.
وتُدار أنظمة التبريد والسلامة حالياً بواسطة 7 من أصل 18 مولداً كهربائياً طارئاً تعمل بالديزل، مع توفر وقود يكفي لتشغيلها لمدة 20 يوماً دون إعادة تعبئة، وفقاً لما أفادت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تحذير وكالة الطاقة الذرية
فيما حذر مدير عام الوكالة رافاييل غروسي من أن فقدان الطاقة الخارجية يزيد من مخاطر وقوع حادثة نووية، مشيراً إلى أن الوضع «مثير للقلق العميق».
وكان غروسي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي دون تحقيق تقدم ملموس في حل الأزمة.
اتهامات غربية لروسيا
وتتهم أوكرانيا والخبراء الغربيون الكرملين بتصنيع الأزمة لتعزيز سيطرته على المحطة، حيث يُشتبه في أن روسيا تسعى لإعادة تشغيل مفاعل واحد على الأقل رغم الظروف الحربية، وهو قرار يُعتبر محفوفاً بالمخاطر.
زابوريجيا ورقة مساومة
وبحسب صحيفة «الغارديان»، وصف مسؤول أوكراني المحطة بأنها «ورقة مساومة» في يد روسيا، بينما حذر خبير من منظمة السلام الأخضر من أن الاحتلال الروسي للمحطة قد دخل «مرحلة حرجة قد تكون كارثية».
يأتي ذلك فيما أشارت اختبارات الإجهاد الأوروبية، التي أُجريت بعد كارثة فوكوشيما اليابانية عام 2011، إلى أن المحطة النووية يمكنها العمل من دون طاقة خارجية لمدة 72 ساعة فقط، وهي فترة تم تجاوزها الآن في زابوريجيا، ما يضع المحطة في منطقة مجهولة.
وفي حال فشل المولدات الطارئة قد ترتفع حرارة الوقود النووي في المفاعلات تدريجياً على مدى أسابيع، ما يهدد بحدوث انصهار كارثي، على عكس فوكوشيما التي شهدت انصهاراً سريعاً بسبب تشغيل المفاعلات وقت وقوع زلزال بقوة 9 درجات، تلاه تسونامي أعطب المولدات.
وتُعد هذه المرة العاشرة التي تفقد فيها المحطة الطاقة الخارجية منذ مارس 2022، حيث كانت الأعطال السابقة ناتجة عن ضربات روسية للبنية التحتية في الأراضي الأوكرانية.
اتهامات متبادلة
وتتهم روسيا القوات الأوكرانية بتعطيل جهود الإصلاح عبر القصف المستمر، بينما تنفي أوكرانيا استهداف المحطة أو محيطها، معتبرة ذلك «مخاطرة غير مقبولة».
أخبار ذات صلة
0 تعليق