جورجيا.. لوحة تجسد جمال القارة الأوروبية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جورجيا بلد مذهل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويوفر كل ما يرغب به المسافر: أسعار معقولة، ثقافة مرحبة، خيارات نقل ممتازة وزهيدة التكلفة، جبال خلابة، منتجعات ساحلية، حياة حضرية نابضة بالحيوية، ومأكولات ومشروبات شهية. بجانب فرص ممارسة العديد من الأنشطة الرائعة.
وهي من أجمل بلدان العالم وأكثرها تنوعاً، ففي الشمال تُشكل قمم جبال القوقاز الكبرى الخلابة حدوداً برية طبيعية مع روسيا، وفي الشرق مشاهد من الطبيعة لا تفوت.
وعلى الجانب الغربي تزدهر مجموعات كبيرة من شجيرات الشاي ومساحات واسعة من غابات الكولشيك القديمة في التربة الغنية بالمعادن والهواء الرطب، وغير ذلك الكثير.
وأينما تقع العين تجد ما يسرها من مشاهد طبيعية تخلد ذكريات جميلة في ذاكرة الزائر لذلك البلد.
لا تكتمل زيارة جورجيا دون قضاء يومين على الأقل في العاصمة تبليسي التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي على أقل تقدير، وأكثر ما يميزها موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب.
تقع تبليسي في وادٍ تُحيط به جبال يعلوها تلفريك أو سكة حديدية معلقة جاهزة لتقل الزوار إلى مناطق تعد بالمناظر الخلابة. ولأنها مدينةٌ تُعرف بكثرة تفاصيلها يوصى بعد أخذ نظرة شاملة من بعيد بالقيام بالتجول في شوارعها حيث يمكن قضاء ساعات في تأمل المباني التراثية على الضفة اليسرى وفي سولولاكي، أقدم أحياء تبليسي.


وتعد المدينة مزيجاً من الثقافات والتقاليد المختلفة، وتُشير الأسواق القديمة وقصور التجار إلى تاريخ المدينة كمركزٍ تجاري، بينما تضم المنازل والمصانع المُجددة معارض فنية ومساحات ثقافية وقاعات موسيقية.
وبالإضافة إلى المطاعم والمقاهي الجديدة أُعيد مؤخراً افتتاح العديد من المتاحف والمعارض الفنية الرئيسية بعد إغلاقات طويلة، بما في ذلك متحف الحرير الحكومي ومتحف جورجيا للفنون. ومن المقرر إعادة افتتاح قلعة ناريكالا بعد خضوعها للترميم، كما أُعيد مؤخراً تشغيل تلفريك متاتسميندا. وكل ذلك إضافات تنوع الأنشطة الترفيهية عند قضاء العطلة في جورجيا.

مدينة كوتايسي


رابع أكبر مدينة في جورجيا وتتميز بأجواء مختلفة تماماً من تبليسي، وغالباً يغفل عنها المسافرون بالرغم من أنها أجمل مدن دولة جورجيا.
وهي أيضاً من أقدم مدن أوروبا حيث سكنتها البشرية باستمرار منذ القرن السادس قبل الميلاد، وكانت المركز السياسي لمملكة كولشيس ثم أصبحت لاحقاً العاصمة الثقافية لجورجيا، وملتقىً لعشرات الشعراء والموسيقيين وكتاب المسرحيات. وفي الحقبة السوفييتية تحولت إلى مدينة صناعية وأُعيد تصميمها الحضري.


وتشتهر كوتايسي بأجوائها الهادئة ومقاهيها على الأرصفة، والعديد من الكنائس والأديرة على امتدادها. وموقعها الاستراتيجي يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف غرب جورجيا، فهي بوابة إلى الجزء الشمالي من ساحل البحر الأسود، وسفانيتي، ومناطق لم تُقدّر حق قدرها مثل غوريا وساميغريلو.
وبعد منحها لقب «مدينة للأدب» من قبل اليونسكو في عام 2023، ستضيف كوتايسي هذا العام مركزاً ثقافياً جديداً ومساحة عرض رقمية داخل الخيمة الذهبية إلى مجموعة متاحفها المعروفة.

سفانيتي العليا


هذه المنطقة الجبلية الأيقونية في مرتفعات الشمال الغربي تعد جوهرة تاج جورجيا، وهي غنية عن التعريف حيث إنها من أهم الوجهات لمعظم زوار دولة جورجيا، وهي وجهة ثقافية بقدر ما هي وجهة مثالية لصعود الجبال.
سفانيتي هي الموطن الأصلي للسفان، وهي جماعة عرقية معروفة بأبراجها المحصنة. يمكن رؤية الأبراج الحجرية المعروفة باسم كوشكي في جميع أنحاء المناطق الشمالية لجورجيا وعلى الحدود في الشيشان، إلا أن أبراج هذه المجموعة البشرية تتميز بكثرتها، ففي قرية تشازاشي وحدها يوجد أكثر من 200 برج دفاعي.


وميستيا، أكبر مدن المنطقة، تُعد نقطة انطلاق مثالية عند الإقامة في سفانيتي لتوفر خيارات واسعة من أماكن الإقامة والطعام، وشبكة مواصلات ممتازة. كما أن زيارة متحف سفانيتي للتاريخ والإثنوغرافيا أمر مهم عند التواجد هنا، فهو متحف عالمي المستوى يُوثّق تقاليد المرتفعات ويعرض أيقونات رائعة جُمعت من كنائس سفانيتي العديدة. وعلى بُعد ساعتين بالسيارة تُعتبر أوشغولي واحدة من أعلى القرى المأهولة بالسكان في أوروبا، وقد أُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1996. وما أجمل قضاء ليلة هناك للاستيقاظ مبكراً ومشاهدة شروق الشمس فوق أعلى قمة في جورجيا، شخارا.

شاتيلي وموتسو


قريتان تقعان في منطقة خيفسوريتي التي تشكل الوجهة الجبلية المثالية في جورجيا. وتجمع القريتان، شاتيلي وموتسو، بين المناظر الطبيعية الخلابة لتوشيتي والجاذبية الثقافية لسفانيتي لكنهما بعيدتان عن الصخب. ويمكن الوصول إلى المنطقة في أقل من خمس ساعات من تبليسي، ويمكن القيام بجولة شاملة فيها في ثلاثة أيام فقط، ما يجعلها خياراً مثالياً للمسافرين الراغبين في تجربة قصيرة المدة للجمال البري في القوقاز الكبير لكنها وجهة موسمية لا يمكن الوصول إليها إلا في الصيف.
وتُعرف خيفسوريتي ب«أرض الوديان»، وتتميز بمناظرها الطبيعية الساحرة التي تُشبه القصص الخيالية حيث تنتشر أبراج القرون الوسطى والقرى الحجرية المهجورة. وعلى عكس سفانيتي غالباً ما تقف هذه الأبراج المنعزلة شامخةً كحراسٍ وحيدين وهو ما يُعيد إلى الأذهان أسطورة شعب خيفسور الذي عرف بأنه خط الدفاع الأول لجورجيا على الحدود الشمالية.
وتشتهر خيفسوريتي العليا بقرى شاتيلي المحصنة، وهي موقع مُدرج مؤقتاً على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتشتهر موتسو بأنها قلعة مُرممة على قمة تل. أما قريتا أردوتي وخونيشالا النائيتان، ففي العادة يصادفهما الشخص عند قيامه برحلة صعود للجبال تستغرق عدة أيام.


وتقع كورشا وروشكا في خيفسوريتي السفلى قبل ممر داتفيسجفاري وهو أقرب إلى تبليسي. ومع تزايد شعبية سفانيتي تُتاح لخيفسوريتي فرصةٌ لترسيخ مكانتها كبديلٍ لميستيا، ويتواصل افتتاح بيوت ضيافة جديدة، وتتحسن البنية التحتية لصعود الجبال.
الوصول إلى تلك المناطق يكون بواسطة خدمة النقل بالحافلة (مارشروتكا) مرتين أسبوعياً من تبليسي (صيفاً فقط)، أو بحجز خدمة نقل خاصة تستغرق حوالي 4 ساعات من تبليسي.
وتتوفر أماكن الإقامة، فهناك نُزُل في شاتيلي التي تعد الخيار الأمثل للمواصلات والطعام، وموقعها المُطل على الأبراج لا يُضاهى.

0 تعليق