ألكسندر وانغ _ من مواليد يناير/ كانون الثاني 1997_ هو رجل أعمال أمريكي من أصول صينية، وأحد أبرز وجوه صناعة الذكاء الاصطناعي في العالم. لمع اسمه بسرعة كبيرة بفضل تأسيسه لشركة «سكيل أيه آي»، التي أصبحت لاعباً محورياً في مجال البيانات وتطوير النماذج الذكية.
وفي عام 2025، تم تعيينه أول رئيس للذكاء الاصطناعي في شركة «ميتا»، ما يعكس حجم تأثيره ودوره في رسم ملامح مستقبل التكنولوجيا عالمياً.
وُلد وانغ في مدينة لوس ألاموس بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وهي مدينة علمية اشتهرت باحتضان مختبر «لوس ألاموس الوطني»، الذي عمل فيه والداه بعد هجرتهما من الصين. ومنذ طفولته، أظهر وانغ شغفاً استثنائياً بالرياضيات والبرمجة، حيث تأهل لبرنامج الأولمبياد الرياضي الأمريكي في عام 2013، وكان عضواً في الفريق الأمريكي للفيزياء في عام 2014، كما تأهل مرتين لنهائي مسابقات البرمجة الأمريكية (USACO).
درس في مدرسة «لوس ألاموس» الثانوية، ثم اتجه سريعاً نحو وادي السيليكون، حيث بدأ مسيرته المهنية مبكراً مبرمجاً في شركة «كورا» أثناء مراهقته، قبل أن يعمل مهندس برمجيات في شركة «أديبار» لإدارة الثروات.
التحق لاحقاً بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكنه لم يكمل دراسته، إذ فضّل الانسحاب لتأسيس شركته الخاصة بعد فترة قصيرة من العمل مطوراً للخوارزميات في شركة «هدسون ريفر تريدينغ» المتخصصة بالتداول.
تأسيس «سكيل أيه آي» وصعوده المذهل
في عام 2016، شارك وانغ في تأسيس «سكيل أيه آي»، وهي شركة متخصصة في توفير البيانات المهيكلة وخدمات تقييم النماذج الذكية، التي تُعد حجر الأساس لتدريب وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وما ميّز الشركة هو قدرتها على سد الفجوة بين البيانات الخام والنماذج الذكية، إذ قدمت حلولاً مبتكرة ساعدت شركات كبرى، إضافة إلى مؤسسات حكومية أمريكية، في تطوير تقنيات دقيقة وفعّالة. وبحلول عام 2021، وصلت قيمة الشركة السوقية إلى 7.3 مليار دولار، وأصبح وانغ أصغر ملياردير عصامي في العالم وهو في الرابعة والعشرين من عمره فقط.
لعبت شركته دوراً محورياً في مشاريع عسكرية وتجارية، حيث تعاونت مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتقييم سلامة وموثوقية نماذج الذكاء الاصطناعي في التخطيط العسكري واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
انخراطه في السياسة والاقتصاد
لم يكن وانغ بعيداً عن دوائر السياسة وصنع القرار. ففي عام 2023، انضم إلى مجلس إدارة مجموعة «أكسبيديا»، كما أدلى بشهادته أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي حول تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الدولة.
وفي عام 2024، أطلق سياسة توظيف جديدة في شركته باسم MEI (الجدارة والتميز والذكاء)، لتكون بديلاً عن سياسات التنوع التقليدية، مشدداً على أن الكفاءة والقدرة العملية يجب أن تكون معيار النجاح الأساسي.
كان عام 2025 فارقاً في مسيرته، حيث حضر تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكتب له رسالة مباشرة قال فيها إن «أمريكا يجب أن تربح حرب الذكاء الاصطناعي». كما شارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث تحدث عن المنافسة المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً في ظل بروز شركات مثل «ديب سيك» الصينية.
شراكته مع ميتا وانتقاله إلى منصب عالمي
في يونيو/ حزيران 2025، استحوذت شركة «ميتا بلاتفورمز» على 49% من أسهم «سكيل أيه آي» في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 14.3 مليار دولار. وعلى إثر ذلك، أعلن وانغ استقالته من منصب الرئيس التنفيذي للشركة، لكنه بقي عضواً في مجلس إدارتها، وانتقل للعمل في «ميتا» حيث عيّن رئيساً للذكاء الاصطناعي. وهذا المنصب جعله في صدارة سباق الشركات العملاقة نحو تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة، وهو ما يعزز دوره كمفكر استراتيجي قادر على صياغة مستقبل الصناعة عالمياً.
حظي وانغ بتقدير واسع في الأوساط التقنية والإعلامية. ففي عام 2018، اختارته مجلة فوربس ضمن قائمة «30 تحت سن 30» لفئة التكنولوجيا، كما ضمته مجلة تايم إلى قائمة «Time 100 Next» التي تحتفي بالشخصيات الشابة المؤثرة عالمياً. وبحسب مجلة فوربس، بلغت ثروته 3.6 مليار دولار في إبريل/ نيسان 2025، وهو ما يجعله من بين أصغر المليارديرات وأكثرهم تأثيراً في قطاع التكنولوجيا.
0 تعليق