أبواب أمريكا.. وقلب الإمارات - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما تكون جاهزاً فمن المؤكد أن وضعك سيكون مختلفاً عن الآخرين، وتستطيع أن تتعامل مع المتغيرات وتطوعها لمصلحتك. وعندما تكون جاهزاً فإن تنافسيتك تكون عالية تتغلب فيها على الآخرين، وعندما تكون جاهزاً تصبح أنت خياراً مفضلاً وبديلاً مثالياً، وعندما تكون جاهزاً «أمس أو اليوم» فإن كلفك تكون أفضل وأرخص من كلف غداً أو بعد غد لتكمل جاهزيتك.
هذا هو وضع الإمارات اليوم، فهي جاهزة حاضرة، حيث مكانتها تختلف عن الآخرين، وتنافسيتها أعلى من غيرها، وجاهزيتها عالية، ومن ثم هي خيار مثالي، أما تكاليفها للمستقبل فتم دفعها، وهي مستعدة بالتالي لمرحلة جديدة من التوسع والنمو.
هذه حال الإمارات الآن عندما يجري الحديث عن استقطاب الكفاءات والمواهب الشابة وعقول التقنية والابتكار بعد أن أغلقت الولايات المتحدة أبوابها أمامهم، وضيقت نوافذها، وشددت شروطها لانضمامهم إلى أسواقها للعمل ومساعدة شركاتها للنجاح.
قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة رسوم تأشيرات العمل من نوع «H-1B» إلى مئة ألف دولار سنوياً، يأتي اعتقاداً من الإدارة الأمريكية أنه سيغلق الباب أمام المهاجرين حتى لو كان هؤلاء قيمة مضافة إلى اقتصادها وشركاتها التقنية ولواديها السيلكون، فهي ترى أن وظائف هؤلاء يجب أن تذهب إلى مواطنيها لشغلها حتى لو كانت كفاءتهم أقل.
بالنسبة للإمارات، فتلك الكفاءات والمواهب والعقول التقنية وغيرها من التخصصات المرحب بها في البلاد ولدى الشركات العاملة في اقتصادها، لأن الإمارات تعيش ورشة بناء ضخمة تحتاج فيها إلى هؤلاء وغيرهم للإسراع بتحقيق المستهدفات التنموية وتعزير التنافسية وتحقيق الازدهار والرفاهية.
القرار الأمريكي بفرض كلفاً ضخمة على طالبي تأشيرات العمل، التي يفترض من الشركات الأمريكية تسديدها - وهي بالمناسبة بمئات ملايين الدولار سنوياً- يشكل أرضية إيجابية للإمارات، فتلك المواهب ستأخذ طريقها إلى الإمارات سواء للعمل في شركاتها الوطنية أو في الشركات الأمريكية، وفي كلتا الحالتين فإن من المهم أن تتواجد هنا.
أما لماذا الإمارات مفضلة أمام هؤلاء؟ فالسبب يعود إلى أنها جاهزة لاستقبالهم ولديها البنية الاقتصادية والاجتماعية والتقنية لتفعل ذلك، إضافة إلى مشروعها العملاق الذي تشتغل عليه ليل نهار لتتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة في قطاعات مختلفة.
الإمارات لا تكتفي بالشعارات، بل تمتلك البنية التي تجعلها قادرة على استقطاب هذه المواهب: أنظمة إقامة طويلة الأمد، بيئة أعمال مرنة، جودة حياة متكاملة، وبنية تحتية رقمية من بين الأحدث في العالم. ولهذا، عندما يبحث هؤلاء عن بديل، فإنهم يجدون الإمارات جاهزة.
في عالم اليوم، المنافسة على العقول لا تقل أهمية عن المنافسة على الأسواق. وكما أن الأموال تتحرك حيث تجد الفرص، كذلك العقول تتجه حيث تجد بيئة آمنة وواعدة. وهنا تبرز الإمارات مؤثراً أساسياً، لا لأنها الأكبر اقتصاداً، بل لأنها الأكثر استعداداً.. أمريكا تغلق أبوابها والإمارات تفتح قلبها لاستقبال الموهوبين، فأهلاً بالمستقبل المملوء بالفرص.

0 تعليق