اشتكى بعض عملاء البنوك، من عدم تلقيهم للإشعارات التي تذكرهم بمواعيد استحقاق المبالغ المستحقة على بطاقاتهم الائتمانية. وبأن ذلك قد يعرضهم للرسوم والغرامات الناتجة عن التأخير في السداد، رغم التزامهم ورغبتهم في الوفاء بالمدفوعات حسب مواعيدها.
أوضح هؤلاء ل«الخليج»، أن غياب هذه الخدمة الأساسية يضعهم أمام صعوبة في متابعة التزاماتهم، خاصة مع تعدد الالتزامات المالية وكثرة النفقات الشهرية، ما يجعل التخطيط للسداد أكثر تعقيداً.
إلى ذلك، أكد خبراء مصرفيون إن البنوك ملزمة وفق تعليمات «المركزي»، بإرسال كشوف الحساب إلى البريد الإلكتروني المسجل لدى العميل، بالإضافة إلى رسائل نصية وتطبيقات الهواتف، لتذكير العملاء بمواعيد السداد بدقة، مؤكدين على أهمية تحديث بياناتهم بشكل مستمر.
تعليمات «المركزي»
قال أمجد نصر، الخبير المصرفي: إن بطاقة الائتمان تمنح العميل فترة زمنية محددة، حيث يصدر كشف الحساب ويتضمن المصروفات السابقة، ويمنح بعدها فترة سماح تقارب 21 يوماً للسداد، ليصل إجمالي الفترة من كشف حساب إلى الآخر إلى نحو 55 يوماً، كما أن معظم البنوك توفر لعملائها خيار السداد التلقائي سواء بنسبة 5% أو 10% أو كامل المبلغ، خاصةً إذا كانت البطاقة من نفس البنك الذي يتعامل معه العميل.
مؤكداً على أن البنوك، ملزمة بإرسال هذه الإشعارات إلى عملائها وفق تعليمات «المركزي».
وأضاف «أن مسؤولية متابعة تواريخ استحقاق البطاقات تقع على عاتق صاحب البطاقة، وبعض العملاء أحياناً يحاولون إلقاء اللوم على البنك، إذ إن بعضهم لا يريد أن يتحمل مسؤولية إدارة أموره المالية، ومتابعة الدفعات في مواعيدها، رغم أن المؤسسات توفر رسائل نصية، وكشوف حساب، وإشعارات تطبيقية للتذكير قبل استحقاق الدفع بأيام، إلا أن المسؤولية تبقى على العميل في متابعة وإدارة شؤونه المالية بدقة».
وأشار إلى أن البنوك لا تهدف إلى تعثر العملاء أو الإضرار بسجلهم الائتماني، لأن ذلك يعوق إمكانية حصولهم على تسهيلات مالية مستقبلية، وهو ما يتعارض مع مصالح البنك، إذ إن الهدف الرئيسي للبنوك هو تحقيق الربح من المعاملات الصحيحة، وليس من رسوم تأخير، قد تؤثر سلباً على سمعتها ومصلحة العميل».
خيار وليس التزاماً
قال مالك عبد الكريم، الخبير المصرفي «إن بعض البنوك ما زالت تنظر إلى إشعارات التذكير الخاصة بمواعيد سداد البطاقات الائتمانية على أنها خيار وليست التزاماً، بالرغم من أن الأدوات الرقمية المتاحة حالياً، وفّرت للبنوك القدرة على إرسال التذكيرات آلياً عبر تطبيقات الهاتف أو الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، الأمر الذي يجعل هذه الخدمة سهلة ومنخفضة الكلفة»
وأضاف «بعض البنوك تدرك أن العميل قد يتأخر عن السداد في حال عدم تذكيرهم، وهذا التأخر يحقق لها دخلاً إضافياً من خلال الفوائد المترتبة على الرصيد غير المسدد ورسوم التأخير، وتعزز هذه الممارسة من أرباح البنك على المدى القصير، لكنها في الوقت ذاته، تضعف الثقة بين البنك وعملائه، ويتيح للمنافسين جذب هؤلاء العملاء».
وأشار إلى «أن البنوك عندما تمنح بطاقة ائتمانية للعميل، تدرك أن لديه أكثر من التزام مالي أو أكثر من بطاقة، لذلك التذكير قبل تاريخ الاستحقاق يساعد العميل على ترتيب أموره المالية، ويعكس حرص البنك على حماية عملائه من التعثر أو دفع رسوم إضافية، وهو ما ينعكس إيجاباً على سمعة المؤسسة المصرفية، إذ إن المكاسب الحقيقية للبنوك تأتي من ولاء العملاء واستمرار تعاملهم».
تعزيز ثقة العميل
قال مجدي الريحاوي، الخبير المصرفي «إن إرسال البنوك رسائل نصية تذكيرية لعملائها بشأن المبالغ المستحقة على بطاقاتهم الائتمانية، يعد خطوة ذكية، لما لها من أثر مباشر في تعزيز ثقة العميل بالبنك، وإشعاره بأن المؤسسة المالية تقف إلى جانبه وتحرص على مصلحته، إلى جانب أنها تساعده فعلياً على تفادي النسيان وما يترتب عليه من رسوم إضافية أو فوائد».
وأوضح «أن عدم قيام بعض البنوك بهذه الخطوة لا يعني بالضرورة أنها تريد تحقيق أرباح إضافية من تأخيرات السداد، خاصة أن كثيراً منها يتواصل مع العميل بعد أيام قليلة من التأخر للتذكير، وقد تلغي الرسوم في حال كان العميل ملتزماً وإن كانت لا تعفيه من الفوائد، كما أن غياب هذه الخدمة في بعض البنوك يرجع في الغالب إلى غياب قرار إداري أو تنظيمي داخلي، وليس إلى قصد استغلال العملاء أو تحميلهم فوائد متراكمة».
ولفت إلى «أن هذه الخدمة لا تخدم العميل فحسب، لكونها تمنح العملاء شعوراً بالثقة والطمأنينة تجاه البنك، بل تساعد كذلك البنوك على تقليل احتمالية تراكم المتأخرات أو تحول العميل إلى حالة تعثر».
0 تعليق