خرجت لندن من قائمة أكبر 20 سوقاً عالمياً للاكتتابات العامة الأولية مع نهاية الربع الثالث من 2025، بعدما تجاوزتها كل من سنغافورة والمكسيك، في ضربة جديدة لمكانتها كمركز مالي عالمي.
وبحسب تصنيف أعدته «بلومبيرغ»، تراجعت بورصة لندن ثلاثة مراكز لتستقر في المرتبة 23 عالمياً بين أكثر أسواق الاكتتاب نشاطاً، متأخرة حتى عن بعض الأسواق الناشئة مثل سلطنة عمان. وهبط حجم الطروحات هذا العام بنسبة 69 % ليصل إلى 248 مليون دولار فقط، وهو الأضعف منذ أكثر من 35 عاماً.
وكان أكبر اكتتاب في لندن خلال العام في إبريل لشركة المحاسبة «إم أتش أيه»، حيث جمع 98 مليون جنيه استرليني (132 مليون دولار)، دون مشاركة أي من البنوك الأمريكية الكبرى، إذ تولت العملية شركات محلية صغيرة مثل «كافندش» و«سينغر كابيتال ماركتس». أما في الربع الثالث وحده، فبلغت قيمة الصفقات 42 مليون دولار فقط، بانخفاض 85 % عن الفترة نفسها من العام الماضي.
المنافسة الأوروبية
ويبدو أن موقع لندن التاريخي كمركز مالي عالمي يتآكل أمام المنافسة الأوروبية وصعود مراكز جديدة في آسيا والشرق الأوسط. ودفع ضعف التقييمات العديد من الشركات إلى التوجه نحو المستثمرين الخاصين أو بورصة نيويورك ذات العمق المالي الأكبر، ما قلّص من جاذبية لندن التي اعتادت أن تكون بين أكبر أسواق الاكتتاب عالمياً.
وتعكس هذه الأرقام التراجع السريع، ففي عام 2006 بلغت قيمة الطروحات في لندن ذروتها عند 51 مليار دولار، بينما انخفضت اليوم بنسبة 99 % مقارنة بالفترة نفسها. وحتى عام 2013، كانت الطروحات البريطانية تشكّل أكثر من نصف الطروحات الأوروبية، أما هذا العام فلا تتجاوز 3 % فقط.
وقفزت سنغافورة إلى المرتبة التاسعة عالمياً هذا العام بعد جمع 1.44 مليار دولار بدعم من اكتتابات صناديق عقارية، فيما جاءت المكسيك في المركز الـ19 بقيمة 460 مليون دولار، أي نحو ضعف ما جمعته لندن، بعد أن كانت شبه غائبة العام الماضي.
في المقابل، بقيت لندن بالكاد متقدمة على أسواق صغيرة مثل النرويج، والبورصة الإقليمية لغرب إفريقيا، وكرواتيا.
وفقدت لندن عدداً من الصفقات الكبرى لصالح مدن أوروبية، منها اكتتاب «فيرشور» في ستوكهولم، وقرار «يونيليفر» إدراج وحدة «ماجنووم» في أمستردام، وكذلك توجه «تشيكوسلوفاك غروب» لطرح مرتقب في أمستردام بسبب القوانين الأكثر مرونة. (بلومبيرغ)
0 تعليق