في الوقت الذي تنشط البعثات العلمية الدولية، جاء إسهام المواطن مشاري بن عبدالعزيز الشمري ليمنح الاكتشافات الأثرية في المملكة بعدا جديدا، قوامه الوعي المجتمعي والشراكة الوطنية. فقد تمكّن من رصد وتوثيق 26 موقعا أثريا جديدا في منطقة حائل، تضم نقوشا كتابية وفنونا صخرية تعود إلى عصور سحيقة، ما جعله شريكا في كتابة فصل جديد من السجل الثقافي للمملكة.
من الميدان إلى ذاكرة التراث
لا ينتمي مشاري إلى المؤسسات الأكاديمية أو البعثات البحثية، لكنه حمل شغفا أصيلا بماضي المكان، وسعى بجهد فردي لاستكشاف تضاريس حائل الممتدة من جبال المسما إلى جبال عرنان. بحدسه وثقافته المحلية، تحوّل إلى عين خبيرة تستشعر قيمة النقش، وتدرك أن ما يظهر على صخرة قد يكون جزءا من تاريخ الإنسانية في الجزيرة العربية.
شريك الجزيرة الخضراء
إسهامه لم يبقَ جهدا فرديا، بل انضم إلى منظومة علمية أوسع تقودها هيئة التراث ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء، الذي يهدف إلى توثيق وتحليل التحولات البيئية والبشرية في الجزيرة. وهكذا أصبح مشاري شاهدا حيا على أن المجتمع شريك أصيل في صناعة المنجز الثقافي، وأن المواطن قادر على أن يكون جزءا من حركة البحث والاكتشاف.
تقدير واعتراف رسمي
هيئة التراث قدّمت شكرها لمشاري الشمري علنا، مؤكدة أن مبادرته تفتح آفاقا لتعزيز وعي المجتمع بقيمة الإرث الوطني، وأن جهده يضيف إلى سجل حائل الثقافي والإنساني. لقد أثبت أن الحلم لا يحتاج دائما إلى مختبر أو جامعة، بل قد يبدأ من عين مواطن يرى في الحجر تاريخا يستحق أن يُروى.
أخبار ذات صلة
0 تعليق