سفير عُمان لـ«عكاظ»: 70 اتفاقية لتعزيز الشراكة مع السعودية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تُجسّد العلاقات بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية نموذجاً متقدّماً، لما يمكن أن تبلغه الشراكة الأخوية، حين تستند إلى تاريخ عريق من الثقة والتفاهم ووحدة المصير، فقد حقّق البلدان خلال السنوات الماضية قفزات نوعية، في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والسياحة والاستثمار، تُوّجت بتوقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وبتنفيذ مشاريع إستراتيجية كبرى تنسجم مع رؤيتي «عُمان 2040» و«المملكة 2030» الطموحتين.

وتُعزّز الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، إلى جانب التنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية، مكانة البلدين بصفتهما ركيزتين للاستقرار وصوتين للحوار والتعاون في المنطقة، فيما تمثّل المشاريع الاقتصادية المشتركة والطريق البري المباشر بين البلدين خطوة مهمة نحو تكامل اقتصادي متزايد.

حول ملامح هذا التعاون المتنامي وآفاقه المستقبلية، كان لـ«عكاظ» هذا الحوار مع سفير سلطنة عُمان لدى المملكة، نجيب بن هلال البوسعيدي، الذي تحدّث عن أبعاد العلاقات الثنائية، وفرص الاستثمار، وأوجه التكامل بين الرؤيتين، والجهود المبذولة لتعزيز التبادل الثقافي والسياحي بين الشعبين الشقيقين.

نموذج ناجح للتعاون الإقليمي

• كيف تقيّمون مستوى العلاقات العُمانية – السعودية في ظل ما نشهده من تنسيق متواصل على مختلف الأصعدة؟

•• شهدت العلاقات بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية تطوّراً متسارعاً وملموساً في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات، وهي اليوم أكثر رسوخاً وتماسكاً بفضل ما يربط البلدين من وشائج الأخوّة وروابط التاريخ والجوار.

وتتواصل الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين والوفود الرسمية بصورة منتظمة، كما تم توقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات، إلى جانب ازدياد أعداد السياح وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. كل ذلك يجعل من العلاقات العُمانية – السعودية نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي الإقليمي.

الحوار وطاولة المفاوضات

• في الجانب السياسي، كيف تنظر سلطنة عُمان إلى التنسيق القائم مع المملكة في الملفات الإقليمية والدولية ودوره في تعزيز الاستقرار؟

•• هناك تنسيق وتشاور مستمر وتوافق في الرؤى والمواقف بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وتؤكد اللقاءات الدورية بين مسؤولي وزارتي خارجية البلدين أهمية تعزيز التواصل والتنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتتشارك السلطنة والمملكة تبني نهج «الحياد الإيجابي» والعمل على حل النزاعات من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بما يسهم في منع التصعيد وتعزيز استقرار المنطقة والسلم الدولي.

تواصل مباشر ومستمر

• تشهد العلاقات الاقتصادية تطوّراً ملحوظاً.. ما أبرز مجالات التعاون الاستثماري الراهنة؟ وما الفرص المستقبلية الواعدة بين البلدين؟

•• تعمل حكومتا سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية على تحفيز التعاون الاقتصادي والاستثماري في مجالات حيوية مرتبطة برؤيتي «عُمان 2040» و«المملكة 2030»، وذلك من خلال المشاريع الطموحة المشتركة.

ويضطلع مجلس التنسيق العُماني – السعودي بدور رئيسي في تنسيق الجهود بين الجهات الرسمية وتذليل العقبات عبر التواصل المباشر والمستمر، وقد أُنشئ المجلس بتوجيهات من قيادتي البلدين بهدف التشاور والتنسيق في جميع المجالات وتوسيع آفاق التعاون وصولاً إلى التكامل الشامل.

ومن أبرز القطاعات التي تنشط فيها الاستثمارات المشتركة: النفط ومشتقاته، وتقنية المعلومات، والسياحة، والتطوير العقاري، والتخزين والنقل اللوجستي، والصناعات التحويلية، والتعدين.

مستقبل واعد للتكامل

• ما انعكاسات افتتاح الطريق البري المباشر بين البلدين على حركة التجارة والسياحة البينية؟

•• افتُتح الطريق البري المباشر في 11 ديسمبر 2021م عبر منفذ الربع الخالي، وهو أول منفذ بري مباشر يربط البلدين، وقد أسهم بشكل كبير في تسهيل حركة العبور وتعزيز التبادل التجاري والسياحة البينية.

وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى منتصف 2025م نحو 1.2 مليار ريال عُماني، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

كما ارتفع عدد السياح السعوديين إلى سلطنة عُمان من 103 آلاف زائر في عام 2023م إلى نحو 110 آلاف زائر في عام 2024م.

وهذه الأرقام تبشّر بمستقبل واعد للتكامل السياحي والاقتصادي، خصوصاً مع بدء تشغيل المنطقة الاقتصادية الخاصة في الظاهرة، التي يُعوَّل عليها في تعزيز الربط اللوجستي وتوسيع الشراكة بين القطاعين الخاصين في البلدين.

تسهيلات للمستثمر السعودي

• ما أبرز التسهيلات والمزايا التي تقدّمها سلطنة عُمان للمستثمر السعودي خصوصاً في المناطق الاقتصادية؟

•• يحظى المستثمر السعودي بمعاملة تفضيلية مساوية للمواطن العُماني في ظل الاتفاقيات الخليجية المنظمة للاستثمار والتجارة، وتتميز المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعية في سلطنة عُمان بحوافز عدة، منها:

- الإعفاء من ضريبة الأرباح.

- السماح بالتملك الأجنبي بنسبة 100%.

- رسوم تنافسية لحقوق الانتفاع بالأراضي.

- عدم وجود قيود على التحويلات المالية والعملات.

وتتنوع مجالات الاستثمار في هذه المناطق لتشمل الصناعات التحويلية، واللوجستيات، والتطوير العقاري والسياحي، والخدمات.

ثقافة وفنون عمانية

• ما أبرز المبادرات لتعزيز التبادل الثقافي والقيم الحضارية المشتركة بين الشعبين؟

•• شهدت العلاقات الثقافية بين البلدين في السنوات الأخيرة زخماً متصاعداً من خلال الفعاليات المشتركة وتبادل الزيارات والمشاركات في المعارض. وفي أكتوبر 2023م، وُقعت مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عُمان ووزارة الثقافة في المملكة لتعزيز التعاون الثقافي.

كما شاركت السلطنة ضيفَ شرفٍ في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، ما أتاح للجمهور السعودي الاطلاع على الثقافة والفنون العُمانية، وتخلل المشاركة عروض للأوركسترا السيمفونية السلطانية وندوات ثقافية وورش عمل.

وإلى جانب ذلك، يشهد التعاون الأكاديمي تبادل منح دراسية بين الجامعات، وتحرص السفارة على إقامة فعاليات ثقافية متنوعة لتعريف المجتمع السعودي بالثقافة العُمانية.

خريف ظفار في الرياض

• ما خطط السفارة للترويج للمقوّمات السياحية العُمانية لدى السائح السعودي؟

•• تنظم السفارة فعاليات متنوعة تشمل الأمسيات السياحية والمناشط الترويجية بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة في السلطنة، التي نظمت حملات للترويج للمواسم السياحية الصيفية والشتوية.

ومن أبرز هذه الفعاليات الحملة الترويجية لموسم خريف ظفار في الرياض، التي تضمنت إعلان الرحلات المباشرة إلى مطار صلالة عبر شركتي طيران ناس وأديل، إلى جانب تنظيم رحلات تعريفية لعدد من ممثلي المكاتب السياحية السعودية.

خيارات الإقامة والنقل

• كيف تقيّمون إقبال السعوديين على زيارة سلطنة عُمان؟ وما الجهود المبذولة لتعزيز تجربتهم السياحية؟

•• شهدت أعداد السياح السعوديين إلى سلطنة عُمان تزايداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس عمق التقارب الثقافي والاجتماعي بين الشعبين الشقيقين.

وتحرص الجهات العُمانية على تسهيل تجربة الزوار السعوديين من خلال توفير اللوائح الإرشادية والمواقع الإلكترونية مثل منصة VisitOman، التي تتيح التعرف على الوجهات السياحية والأثرية وخيارات الإقامة والنقل، بما يضمن تجربة سياحية مميزة.

الحوكمة والاقتصاد المبتكر

• هناك تكامل واضح بين رؤية عُمان 2040 ورؤية السعودية 2030.. كيف يمكن تعزيزه؟

•• تتطابق رؤيتا «عُمان 2040» و«المملكة 2030» في عدد من الأهداف الاستراتيجية، مثل تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط وتحقيق الرفاه الاجتماعي وتعزيز الحوكمة وبناء اقتصاد مبتكر ومستدام قائم على البحث العلمي. وتعمل اللجان المنبثقة عن مجلس التنسيق العُماني - السعودي على تنفيذ مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق التكامل بين الرؤيتين في مختلف القطاعات.

• ما الرسالة التي تودّون توجيهها عبر «عكاظ» للقارئ السعودي حول مستقبل العلاقات بين البلدين؟

•• ترتبط سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية بعلاقات أخوّية راسخة تزداد متانة عاماً بعد عام، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتشير المؤشرات إلى نمو متواصل في حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونأمل في مزيد من التوسع في الشراكات الاقتصادية والاستثمارية واستثمار الفرص المتاحة والمقوّمات التي يمتلكها البلدان؛ لتحقيق مصالحهما المشتركة وتعزيز التكامل في مختلف المجالات.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق