في مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد في العُلا، جلس الأمير تركي الفيصل بملامح المراقب العميق، يتابع تفاصيل الجلسة التي شارك فيها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان. حضوره اتخذ طابع المتابع لا المتحدث، وكأنه يقرأ بعينيه انتقال التجربة السعودية من جيل المخضرمين إلى جيل الشباب الذي يمسك اليوم بمفاتيح السياسة الخارجية.
ذاكرة حاضرة:
الأمير تركي الفيصل ليس غريبًا عن ساحات السياسة، خبرته تمتد من رئاسة الاستخبارات العامة لربع قرن، إلى عمله سفيرًا في بريطانيا وأيرلندا ثم الولايات المتحدة، هذه التجربة صنعت منه مرجعًا إستراتيجيًا، إلا أن حضوره في العُلا جاء كمتابعٍ هادئ، يترك مساحة كاملة لجيل جديد يكتب السردية السعودية في المحافل الدولية.
الحضور الصامت:
حين يكتفي تركي الفيصل بالجلوس في مقاعد المتابعين، تتحول صورته إلى رسالة بليغة: الخبرة القديمة حاضرة تراقب وتواكب، والجديد يتقدم إلى الواجهة. المشهد في ذاته يعكس طبيعة الدبلوماسية السعودية القائمة على الاستمرارية، حيث تظل الذاكرة الإستراتيجية ماثلة أمام أعين صناع القرار الجدد.
بين الإرث والطموح:
الفيصل يمثّل جسرًا بين المدرسة التقليدية في السياسة السعودية، القائمة على التوازن والبراغماتية، والمدرسة الحديثة التي يتبناها الشباب في رؤية 2030 بانفتاح وجرأة أكبر. وجوده في القاعة أضفى بُعدًا إضافيًا: متابعة دقيقة للتغيرات، وتأكيد أن الانتقال بين الأجيال يتم تحت عين رصينة تدرك قيمة الإرث وتدفع نحو الطموح.
الذاكرة والخبرة:
حضور الأمير تركي الفيصل في مؤتمر ميونخ للأمن كمتابع لا متحدث جسّد معنى عميقًا: أن الدبلوماسية السعودية تبني حاضرها بمزيج من الذاكرة والخبرة المتراكمة، وفي الوقت نفسه تمنح جيلها الجديد مساحة المبادرة. صورة المتابع حملت دلالة أن المملكة تسير في مسار متصل، حيث الماضي يراقب الحاضر، والمستقبل يكتب على أعين الجميع.
أخبار ذات صلة
0 تعليق