كشفت مركبة ناسا لاستكشاف المريخ عن أدلة تشير إلى أن الكوكب الأحمر شهد أحداثًا متعددة لتواجد المياه السائلة، ما خلق ظروفًا قد تكون مواتية للحياة، حيث حدد العلماء أكثر من عشرين نوعًا من المعادن التي تُظهر تاريخًا ديناميكيًا للصخور البركانية، حيث تغيرت تركيبتها نتيجة تفاعلها مع المياه السائلة في حفرة جيزيرو.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أوضحوا أن هذا يدل على أن حفرة جيزيرو استوحت بيئات قابلة للحياة في أكثر من مناسبة، وتسببت المياه في تحول تركيب الصخور كيميائيًا إلى أملاح ومعادن طينية، مما كشف عن ثلاث مراحل متميزة لنشاط المياه.
وتضمنت المرحلة الأولى مياهًا حمضية ساخنة محصورة في قاع الحفرة، وهي بيئة قاسية وغير مناسبة للحياة، أما المرحلة الثانية، فقد تشكلت في ظروف معتدلة متعادلة، ما يوفر بيئات أكثر ملاءمة للحياة على مساحة أوسع، أما المرحلة الثالثة، فقد خلقت ظروفًا باردة منتشرة على نطاق واسع، وهي بيئة مناسبة للغاية للحياة.
قالت إيلينور مورلاند، طالبة الدراسات العليا في جامعة رايس والباحثة الرئيسية في الدراسة: "تؤكد المعادن التي وجدناها في حفرة جيزيرو على وجود عدة مراحل متتالية لتغير تركيب الصخور بفعل المياه، وهذا يشير إلى أنه في تاريخ المريخ، تفاعلت هذه الصخور البركانية مع المياه السائلة في عدة مناسبات، وبالتالي، كانت هذه المنطقة موطنًا لبيئات مناسبة للحياة."
تُعد حفرة جيزيرو، وهي منطقة على سطح المريخ يبلغ قطرها 45 كيلومترًا، موضع اهتمام مركبة بيرسيفيرانس التابعة لناسا منذ هبوطها في فبراير 2021، وذلك بحثًا عن آثار الحياة القديمة، وتؤكد الأدلة التي جمعتها المركبة أن الحفرة كانت موطنًا لبركة ماء قديمة ووادٍ نهري، حيث شملت الاكتشافات تشكيلات صخرية غير عادية ومركبات عضوية.
ويشير أحدث بحث إلى أن الظروف المناسبة للحياة قد تكون قد حدثت عدة مرات خلال تاريخ المريخ، ولتحليل بيانات المركبة، استخدم الفريق خوارزمية تحديد المعادن من خلال التركيب الكيميائي (MIST) إلى جانب جهاز قياس التركيب الكيميائي للأشعة السينية (PIXL)، ويساعد هذا الجهاز في تحديد المعادن من خلال مقارنة القياسات مع قاعدة بيانات للمعادن المعروفة.
0 تعليق