Published On 3/10/20253/10/2025
|آخر تحديث: 13:55 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:55 (توقيت مكة)
نشرت "مجلة التراث الثقافي" دراسة جديدة تشير إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر قد يدفع بأمواج موسمية قوية نحو 15 تمثالا من تماثيل "مواي" الشهيرة في جزيرة الفصح (المعروفة أيضا باسم جزيرة القيامة)، في أحدث خطر محتمل يتهدد التراث الثقافي بسبب تغير المناخ.
وقال نوا باوا، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت مؤخرا وطالب الدكتوراه في كلية علوم وتكنولوجيا المحيطات والأرض بجامعة هاواي في مانوا: "إن ارتفاع مستوى سطح البحر حقيقي. إنه ليس تهديدا بعيدا".
هناك حوالي 50 موقعا ثقافيا آخر في المنطقة معرضة أيضا لخطر الفيضانات.

قام باوا، وهو من جزيرة الفصح -وهي إقليم تشيلي وجزيرة بركانية في بولينيزيا تُعرف لدى سكانها الأصليين باسم "رابا نوي"- وزملاؤه ببناء "نسخة رقمية طبق الأصل" عالية الدقة للساحل الشرقي للجزيرة، وأجروا نماذج حاسوبية لمحاكاة تأثيرات الأمواج المستقبلية في ظل سيناريوهات مختلفة لارتفاع مستوى سطح البحر. ثم قاموا بمطابقة النتائج مع خرائط المواقع الثقافية لتحديد الأماكن التي قد تغمرها المياه في العقود القادمة.
تُظهر النتائج أن الأمواج قد تصل إلى "أهو تونغاريكي"، وهي أكبر منصة احتفالية في الجزيرة، بحلول عام 2080. ويُعد هذا الموقع، الذي يضم 15 تمثال "مواي" شاهقا، مقصدا لعشرات الآلاف من الزوار كل عام، وحجر زاوية في اقتصاد السياحة بالجزيرة.
إلى جانب قيمته الاقتصادية، فإن "الأهو" منسوج بعمق في الهوية الثقافية لـ"رابا نوي". ويقع ضمن حديقة "رابا نوي" الوطنية، التي تشمل جزءا كبيرا من الجزيرة ومُدرجة كموقع تراث عالمي لليونسكو.

بنى شعب "رابا نوي" ما يقرب من 900 تمثال "مواي" في جميع أنحاء الجزيرة بين القرنين العاشر والسادس عشر لتكريم الأسلاف والزعماء المهمين.
إعلان
التهديد ليس بجديد. ففي عام 1960، أرسل أكبر زلزال سُجل على الإطلاق -بقوة 9.5 درجات قبالة سواحل تشيلي- موجة تسونامي عاتية عبر المحيط الهادي. ضربت الموجة "رابا نوي" وجرفت تماثيل "المواي" التي كانت قد سقطت بالفعل إلى أبعد من ذلك داخل الجزيرة، مما ألحق أضرارا ببعض معالمها. تم ترميم النصب التذكاري في التسعينيات.
بينما تركز الدراسة على "رابا نوي"، فإن استنتاجاتها تعكس حقيقة أوسع: فالمواقع التراثية الثقافية في جميع أنحاء العالم معرضة بشكل متزايد للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وجد تقرير لليونسكو نُشر الشهر الماضي أن حوالي 50 موقعا للتراث العالمي معرضة بشدة للفيضانات الساحلية.
وقال متحدث باسم اليونسكو لوكالة أسوشيتد برس إن تغير المناخ هو أكبر تهديد لمواقع التراث العالمي البحرية التابعة لليونسكو. وأضاف "في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، ما يقرب من ثلاثة أرباع المواقع الساحلية المنخفضة معرضة الآن للتآكل والفيضانات بسبب تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر".
تتراوح سبل الدفاع الممكنة عن "أهو تونغاريكي" من تدريع الساحل وبناء حواجز أمواج، إلى نقل المعالم الأثرية.
يأمل باوا أن تثير النتائج تحركات الآن، بدلا من إجرائها بعد وقوع ضرر لا يمكن إصلاحه. ويقول "من الأفضل أن نتطلع إلى المستقبل وأن نكون استباقيين بدلا من أن نكون مجرد رد فعل على التهديدات المحتملة".
0 تعليق