في ميتشيغان الولاية المهمة للحزبين، يتجاوز عدد المصوتين العرب نحو 300 ألف ناخب، ولعل هذا الرقم ليس كبيراً إذا ما تمت مقارنته بستة ملايين ناخب في الولاية، لكن إذا ما نظرنا إلى انتخابات 2016، فإن الفارق بين هيلاري وترمب بلغ نحو 10 آلاف صوت فيها، لذا لا يمكن الاستهانة بهذه الأصوات في التنافس الحاد بين الحزبين.
وفي ميتشيغان؛ يشير استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (يوغوف) البريطانية أن ترمب تفوّق على هاريس بنقطتين مئويتين بسبب الأصوات العربية التي تميل أكثر إلى المرشح الجمهوري، ما يعزز دور العرب في هذه الانتخابات، أهمية ميتشيغان تأتي كونها واحدة من ثلاث ولايات يطلق عليها ولايات (الجدار الأزرق) إلى جانب بنسلفانيا وويسكونسن، وستساعد في تحديد الانتخابات، وهذا ما يفسر اندفاع المرشحين الرئاسيين إليها.
بل ذهب ترمب إلى المصاهرة مع العرب، إذ تولى صهره العربي مسعد بولس تنسيق النشاط الانتخابي له في التواصل مع الأمريكيين العرب والمسلمين.
وقال ترمب في إحدى المقابلات إنه سعيد جداً أن يكون حفيده القادم من مسعد وتبنته تيفاني نصفه عربي ونصفه أمريكي، ولعل زيارة ترمب الأخيرة إلى الجاليات العربية رفعت من حظوظه في هذه الانتخابات، على الرغم من أن المزاج العربي دوماً، ما يكون لصالح المرشح الديموقراطي.
هاريس، خاطبت في الأسبوع الثاني من أكتوبر الماضي، أعضاء الجالية العربية الأمريكية، خلال تجمع في ميتشيغان بقولها: إنها تعلم أن هذا العام كان صعباً للغاية بالنسبة لهم، مؤكدة التزامها بالعمل على إنهاء الحرب، بين إسرائيل وحماس. وأقرت، أيضاً، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، أزعجت أعضاء المجتمع العربي والمسلم، الذي قالت إن له جذوراً عميقة وتبعث على الفخر في ديترويت. إذا ثمة رهان وتنافس كبير بين المرشحين على أدق التفاصيل في هذا السباق الانتخابي، وصحيح أن الكتلة العربية المسلمة في الولايات المتحدة متناثرة في الولايات الأخرى، إلا أن ميتشيغان التي تمتلك نحو 2% من الأصوات قد تحدث فارقاً كبيراً في الانتخابات.
ورغم قرار اللجنة العربية الأمريكية للعمل السياسي في ميتشيغان، إلا أن ثمة ميلاً إلى انتخاب ترمب بسبب سياسة بايدن حيال المجازر التي تركبها إسرائيل في غزة، بينما يكرر ترمب مقولته: «لو كنت في الحكم لما اندلعت هذه الحرب».
لن يترك المرشحان ترمب وهاريس أية وسيلة لجذب الأصوات ذات الأصول العربية والمسلمة، إلا أن هذه الأصوات تردد في كل مرة أنها لا تُؤخذ بعين الاعتبار في السياسة الأمريكية، ربما في هذه الانتخابات لن يرتفع الصوت العربي والمسلم، إلا أن المستقبل القريب سيأخذ بكل تأكيد الاعتبار لهذه الأصوات، وهذا يطرح سؤالاً كبيراً على العالم العربي والإسلامي الذي يرتبط مصيره بتحركات السياسة الأمريكية، من يكسب هذه الجالية لتكون عوناً لقضايا العرب والمسلمين!؟ يقودنا الحديث عن الأصوات الانتخابية إلى فكرة اللوبيات التي تسيطر في كثيرٍ من الأحيان على السياسة الأمريكية الخارجية، وربما تلعب فيها دوراً بالغاً، لقد تمكن اللوبي الصهيوني من لعب دور كبير في خدمة إسرائيل، وأيضاً اللوبي الأرمني كان له دور في مواقف جو بايدن ضد تركيا، واللوبي الإيراني الذي كان يهيمن بشكل كبير على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ومن يعرف البنية السياسية الأمريكية وآلية التأثير في السياسة الخارجية الأمريكية عبر الكونغرس وغيره من المؤسسات الأمريكية يدرك أهمية مثل هذه اللوبيات، فمتى يكون هنالك لوبي عربي في قلب أمريكا؟!
0 تعليق