أفادت مصادر صحفية، اليوم السبت، أن طلبة الطب قرروا تعليق خطواتهم الاحتجاجية المبرمجة، وذلك بعد لقائهم بوسيط المملكة مساء أمس الجمعة.

وتأتي خطوة ممثلي طلبة الطب، حسب المصادر ذاتها، من أجل إتاحة هامش للنقاش الموسع مع زملائهم فور التوصل بالعرض الكامل لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين ميداوي، جوابا على الإشكالات الموضوعية التي تم طرحها.

وأكدت المصادر ذاتها أن إعادة فتح باب الحوار المباشر مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، استقبله الطلبة بشكل “إيجابي جدًا”. وينتظر طلبة الطب من الوزيرين “حلاً جذريًا ومعقولًا للإشكالات التي تم رفعها منذ 16 دجنبر 2023 والتي ترتبت عنها حالة احتقان طلابي عمرت قرابة 11 شهرًا”.

ولايزال النقاش بين مختلف الفاعلين مستمرًا، تقول المصادر ذاتها مضيفة أن طلبة الطب سيعلنون للرأي العام موقفهم من الرد النهائي الذي من المرتقب أن يتوصلوا به، عن طريق الوسيط، في الأيام القليلة المقبلة.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد أكد أول أمس الخميس، أن ملف طلبة الطب لا يزال من الناحية المسطرية بين يدي وسيط المملكة، وذلك في رد على أسئلة تدور حول حقيقة قرار وزير التعليم العالي والابتكار الجديد عز الدين ميداوي التراجع عن تقليص سنوات التكوين، والذي يعد مطلبًا أساسيًا لأطباء الغد.

واعتبر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، أنه “لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتحدث في الموضوع، إلا بعد أن تخرج مؤسسة الوسيط برأيها في الموضوع”.

وأشار المسؤول الحكومي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المجلس الحكومي، إلى أن الملف حاليًا في إطار تسوية، مسجلاً أن مؤسسة الوسيط، وكما تم الإعلان عنه في وقت سابق، تقوم بالاستماع لممثلي الطلبة وتستمع أيضًا للحكومة. وختم بالقول: “حين يخرج قرار مؤسسة الوسيط، آنذاك يمكن أن نتحدث من جديد ونبدي رأينا حول الموضوع”.

وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد أكد في تصريح صحفي، أن الوزيرين الجديدين في قطاع التعليم العالي والصحة والحماية الاجتماعية مستعدان للحوار مع طلبة الطب لإنهاء الأزمة التي استمرت لأكثر من 10 أشهر، داعيًا إياهم إلى “الاستماع والمرونة في المفاوضات، لأن هذه الفرصة هي الأخيرة لإنقاذ الموسم الجامعي بكليات الطب”.

وخاطب أخنوش طلبة الطب بالقول إن “هذه فرصة أخيرة للخروج من الأزمة”، داعيًا الطلبة المحتجين إلى “اعتماد المرونة في التفاوض لإنهاء هذه الأزمة”، مضيفا بالقول: “أملي كبير في هؤلاء الشباب بالجلوس والاستماع بموضوعية”، مشددًا على أن “الحكومة أيضًا ستكون موضوعية مع الطلبة”.