مباشرة بعد الثلوج التي كست أقاليم في جبال الأطلس، قفزت أسعار حطب التدفئة، إذ يفرض الطقس الاعتماد عليها مع انخفاض درجات الحرارة في تلك المرتفعات.
بدأت الدواب المحملة بالحطب تجوب دواوير إقليم ميدلت، فيما بدأ الإقبال على مستودعات البيع التي عرفت رواجا ملحوظا بعد التساقطات الثلجية التي عرفتها أقاليم جبلية في اليومين الماضيين.
وفي هذا الصدد، قال ياسين، القاطن بمركز تونفيت بإقليم ميدلت، إن صباحات الأيام الماضية عرفت تواجد الدواب المحملة بالحطب، إذ يجوب بها أصحابها الأزقة لبيع ما أتوا به من الجبل، مؤكدا أن السعر ارتفع مقارنة مع العام الماضي.
ويتجاوز ثمن حمولة الدابة من الحطب 100 درهم، بعدما كان في حدود 80 إلى 85 درهما، ولا يصل الوزن إلى قنطار، بل أقل.
وأدى الجفاف المستمر إلى عدم توفير معظم السكان ما يلزم من حطب منذ الصيف، كما يفعلون دائما، حيث يكون السعر أقل والكميات متوفرة، ولا يكون الحطب مُبتلا.
وعلى غرار باقي السكان، قال ياسين إن عملية البيع والشراء عادة ما تتم في الصباح، بعد وصول الدواب محملة بحطب التدفئة من أعلى الجبل المجاور، وتستمر في الصباح الموالي حيث يعودون إلى الجبل مع بزوغ الفجر.
وليس ضروريا أن يتوفر أصحاب الدواب على رخصة مسلمة من مصالح مديرية المياه والغابات بالإقليم، لأنهم يقطعون الأغصان والحطب اليابس، ويتحدرون من أسر فقيرة، حيث تخلق الثلوج رواجا بالنسبة لهم إذ يكترون الدواب لاستعمالها في بيع الحطب.
على عكس ذلك، تعيش مستودعات البيع فترة غاب فيها الإقبال المعهود، ولم يعد أصحابها يعرضون كميات كبيرة، نظرا لقلة الطلب.
من جهته، قال حسن، صاحب مستودع لبيع الحطب في تونفيت، إن سعر نوع “الكريش” يتراوح بين 75 درهما و80 درهما للقنطار، وهو نوع معروف بلونه الأسود وكميته قليلة، مقابل النوع الأصفر (تاقا) الذي يتراوح سعره بين 60 و65 درهما للقنطار، وهو نوع معروف بسرعة اشتعاله ويُعتمد عليه لإشعال الحطب الأسود.
وأكد حسن في تصريح للاولى، أن الأيام الماضية عرفت إقبالا ملحوظا، لكن لا يصل إلى المستوى المعهود، فقد بدأت الأسر تقصد المستودعات للشراء، لكن بكميات محدودة لأنها لم تعد تقتني بالحجم الكبير لأن الثلوج لم تعد بذلك الحجم الذي كان قبل سنوات.
غير أن الأسعار تختلف مع ذلك، بحسب القرب أو البعد من الغابات، إذ في ميدلت قال صاحب مستودع إن السعر الذي يُباع به نوع “الكريش” حاليا هو 100 درهم للقنطار، وبين 80 درهما و85 درهما للقنطار بالنسبة لنوع “الزيتون”، و”تاقا” السريعة الاشتعال وصلت إلى 120 درهما.
0 تعليق