عاجل

"غزة الحرة".. أول حركة تضامنية تسيّر سفنا دولية لكسر الحصار على القطاع - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"غزة الحرة" حركة تضامنية تأسست عام 2006 في قبرص بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ونظمت رحلات بحرية تحمل إعانات ونشطاء من مختلف دول العالم.

في رحلتها الأولى عام 2008 نحو قطاع غزة، أصبحت الحركة أول حركة تضامنية تكسر الحصار الإسرائيلي.

النشأة والتأسيس

تأسست حركة "غزة الحرة" عام 2006 في قبرص بهدف مواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة عبر وسائل سلمية. فكانت أولى مبادراتها تسيير قاربين محملين بالإعانات إلى القطاع، بالتعاون مع "حركة التضامن الدولية".

أسس الحركة مجموعة من النشطاء والحقوقيين الدوليين، من أبرزهم: غريتا برلين، وإليزا إرنشاير، وماري هيوز، وبول لارودي، وشارون لوك، وهويدا عراف.

وقد انضم إلى جهود هؤلاء عدد كبير من المتطوعين والنشطاء من مختلف الجنسيات والأعمار من حول العالم.

توجهات حركة غزة الحرة

تقوم حركة "غزة الحرة" على مبدأ الدفاع عن حقوق الفلسطينيين المكفولة بموجب القانون الدولي عن طريق تبني المقاومة السلمية نهجا، مع الحفاظ على استقلاليتها عن القوى السياسية كافة.

فقد رفضت سكرتيرة الحركة غريتا برلين ادعاءات إسرائيل بشأن ارتباط الحركة بـ"جماعات إرهابية"، ووصفتها بأنها "محض افتراء".

وتشدد الحركة على حق الفلسطينيين في حرية التنقل، سواء داخل فلسطين أو من وإلى أراضيها. وتطالب بإزالة جميع الحواجز العسكرية التي أقامها الاحتلال منذ يونيو/حزيران 1967.

وتدعو الحركة إلى تسهيل وصول الزوار الأجانب إلى فلسطين، لا سيما الصحفيين ومراقبي حقوق الإنسان وعمال الإغاثة، دون عراقيل.

وتناشد الحركة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها العسكري للأراضي الفلسطينية.

وتؤكد على حقوق الفلسطينيين، سواء المقيمون أو اللاجئون، في الوصول إلى المياه الإقليمية والمجال الجوي دون تدخل إسرائيلي، مع اعترافها بحق اللاجئين وورثتهم بالعودة إلى أراضيهم وفقا لما ينص عليه القانون الدولي.

الأعلام والرموز

حظيت الحركة بدعم عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينها الناشطة الأيرلندية ميرياد كوريغان الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1976، وجيف هالبر مؤسس اللجنة الإسرائيلية لمناهضة هدم المنازل، والمرشح لجائزة نوبل للسلام عامي 2006 و2025.

إعلان

وقد أعربت كوريغان عن دعمها لمبادرات الحركة بقولها "أرجو منكم قبول دعمي.. أنتم تحملون آمال ورغبات الكثيرين حول العالم".

كما ساهمت مجموعة من السياسيين والحقوقيين والمفكرين في دعم الحركة وتطوير رؤاها، من أبرزهم: آن رايت العقيد المتقاعدة في الجيش الأميركي، وجيمس أبو رزق عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق، وريتشارد بيردن عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال، إضافة إلى المفكر الأميركي نعوم تشومسكي أحد رواد اللغويات الحديثة، الذي وصف مساعي الحركة بأنها "شجاعة وضرورية".

أبرز مبادرات "غزة الحرة"

بين شهري أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2008، نجحت حركة "غزة الحرة" في كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر تسيير 5 سفن مزودة بالإعانات المختلفة.

لكن الاحتلال الإسرائيلي سرعان ما أعاق محاولاتها اللاحقة بعد اندلاع "حرب الفرقان" في أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وقد أصدرت حركة "غزة الحرة" عام 2012 كتابا بعنوان "بحارة الحرية"، يضم شهادات عدد من المؤسسين والمشاركين، ويوثق أبرز التحديات التي واجهتهم، والنجاحات التي حققوها رغم الحصار.

" frameborder="0">

وكانت الرحلات البحرية التي نظمتها حركة "غزة الحرة" إلى قطاع غزة وفقا للتسلسل الزمني كما يلي:

23 أغسطس/آب 2008

كسرت حركة "غزة الحرة" الحصار المفروض على القطاع بقاربين اثنين يحملان اسمي "الحرية" و"غزة حرة"، بتنظيم مشترك مع "حركة التضامن العالمية"، حملا على متنيهما إمدادات طبية ونحو 44 ناشطا من 17 دولة مختلفة.

ورغم مراقبة البحرية الإسرائيلية للقاربين، وصلا شواطئ غزة، ومكث المشاركون فيها 6 أيام زاروا في غضونها عددا من المشافي والمدارس، كما رافقوا الصيادين في عملهم بالمياه الإقليمية لحمايتهم من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

وعند المغادرة بقي 10 متطوعين دوليين في غزة واصلوا عملهم التضامني مع سكان القطاع.

28 أكتوبر/تشرين الأول 2008

في مبادرتها الثانية، انطلقت حركة "غزة الحرة" بسفينة أكبر حجما من القاربين السابقين، أطلقت عليها اسم "الكرامة".

وحملت السفينة على متنها نحو 27 طبيبا ومحاميا وصحفيا من 12 دولة مختلفة، كان من أبرزهم السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، والفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 1976 ميريد ماغواير.

ورغم ملاحقة البحرية الإسرائيلية السفينة أثناء اقترابها من القطاع، فإنها نجحت في الوصول إلى شواطئه.

نوفمبر/تشرين الثاني 2008

بتعاون مع الحملة الأوروبية لإنهاء الحصار عن غزة، سيرت حركة "غزة الحرة" من جديد سفينة "الكرامة" في رحلتها الثانية، محملة بنحو طن من الإمدادات الطبية، وعلى متنها 11 برلمانيا أوروبيا، إلى جانب صحفيين من صحف وشبكات إخبارية بارزة.

ديسمبر/كانون الأول 2008

حملت سفينة "الكرامة" في رحلتها الثالثة وفدا طلابيا من كلية لندن للاقتصاد، واللجنة البريطانية للجامعات من أجل فلسطين، بهدف دراسة تأثير الحصار الإسرائيلي على قطاع التعليم في غزة.

وفي رحلة العودة رافق الوفد 11 طالبا فلسطينيا من الحاصلين على قبول جامعي في الخارج وحال الاحتلال من قبل دون مغادرتهم لاستكمال دراستهم.

19 ديسمبر/كانون الأول 2008

في الرحلة الخامسة لحركة "غزة الحرة"، رست سفينتها وعلى متنها وفد قطري من مؤسسة عيد الخيرية، قيم أوضاع المشافي والمدارس والبنى التحتية في قطاع غزة، ووضع خططا تنموية أنجزتها دولة قطر في القطاع، وبذلك أصبحت قطر الدولة العربية الأولى التي تكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

إعلان

كما رافقت الوفد الناشطة اللبنانية ناتالي أبو شقرا، التي أصبحت أول لبنانية تدخل فلسطين في ظل الحصار الإسرائيلي.

" frameborder="0">

29 ديسمبر/كانون الأول 2008

بعد يومين من بدء الاحتلال "حرب الفرقان" على قطاع غزة، أرسلت حركة "غزة الحرة" سفينة "الكرامة" لتقديم الإغاثة العاجلة، محملة بحوالي 3 أطنان من المساعدات الطبية، إلى جانب 3 جراحين تطوعوا للعمل في مشافي وعيادات القطاع.

هاجمت البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية، واصطدمت بها عدة مرات "دون سابق إنذار" بحسب تصريحات قائد السفينة. وقد تسبب الهجوم بأضرار حالت دون إتمام الرحلة، وغيرت السفينة وجهتها نحو أحد الموانئ اللبنانية.

وبعد أسبوعين من بدء الحرب أعادت الحركة محاولتها وأرسلت سفينة أخرى، إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضتها مجددا.

30 يونيو/حزيران 2009

أرسلت الحركة سفينة "روح الإنسانية" وعلى متنها 36 راكبا يمثلون 17 دولة، إلى جانب أطنان من الإمدادات الطبية المخصصة لدعم المرافق الصحية في قطاع غزة.

وأثناء إبحار السفينة هددت البحرية الإسرائيلية بإطلاق النار عليها في حال مواصلة مسيرتها باتجاه غزة، مما أجبرها على التراجع دون استكمال مهمتها الإنسانية.

31 مايو/أيار 2010

ضمن تحالف جمع حركة "غزة الحرة" مع 5 منظمات دولية، وهي "الحملة الأوروبية لإنهاء الحصار على غزة"، و"سفينة اليونان إلى غزة"، و"سفينة السويد إلى غزة"، و"اللجنة الدولية لرفع الحصار عن غزة"، و"هيئة الإغاثة الإنسانية التركية"، انطلق "تحالف أسطول الحرية الدولي" في أكبر مهمة بحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

" frameborder="0">

ضم أسطول الحرية نحو 750 ناشطا من 36 دولة مختلفة، وحمل حوالي 10 آلاف طن من المساعدات الطبية والإنشائية والتعليمية.

وتشكل الأسطول من مجموعة من السفن، تصدرتها سفينة "مافي مرمرة" بصفتها السفينة الرئيسة، إلى جانب سفن أخرى مثل "راشيل كوري"، و"تشالنجر1″، و"تشالنجر2".

هاجمت البحرية الإسرائيلية سفن الأسطول كلها، إلا أن الهجوم الأشد استهدف "مافي مرمرة" وأسفر عن استشهاد 9 متضامنين أتراك كانوا على متنها، واستشهد آخر لاحقا متأثرا بجراحه، وأصيب نحو 50 آخرين.

كما صادرت قوات الاحتلال ممتلكات ركاب سفن الأسطول واقتادتهم إلى إسرائيل قسرا، حيث خضعوا للاستجواب ثم الترحيل لاحقا.

ما بعد أسطول الحرية

واصلت حركة "غزة الحرة" جهودها ضمن إطار تحالف "أسطول الحرية الدولي"، إذ وجدت في التعاون مع المنظمات الأخرى وسيلة أكثر فاعلية للفت انتباه المجتمع الدولي نحو الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مقارنة بالمبادرات الفردية.

وفي إطار هذا التحالف، حاولت سفن عدة الإبحار في مهمات إنسانية نحو القطاع، وهي سفينة "استيل" عام 2012، وسفينة "ماريان" رفقة 4 سفن أخرى عام 2015، وسفينة "زيتونة-أوليفيا" عام 2016، وأسطول "من أجل مستقبل عادل لفلسطين" عام 2018، وسفينتا "مادلين" ثم "حنظلة" عام 2025.

وشارك تحالف أسطول الحرية -الذي تنتمي إليه "غزة الحرة"- ضمن أسطول الصمود العالمي المشكل من عشرات السفن، وانطلق بداية سبتمبر/أيلول 2025 نحو سواحل غزة، وشارك فيه المئات من الناشطين.

0 تعليق