Published On 15/9/202515/9/2025
|آخر تحديث: 11:42 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:42 (توقيت مكة)
يبدأ القمر جولة لطيفة من الاقترانات مع الكواكب والنجوم التي تزين سماء الليل، يبدأها بكوكب المشتري، ثم كوكب الزهرة.
الجولة تبدأ فجر يوم 16 سبتمبر/أيلول الحالي، حيث يقف القمر قريبا من كوكب المشتري، الذي يلمع بلون أبيض واضح في سماء الليل حاليا.
المشتري هو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، قطره يقارب 11 مرة قطر الأرض، وحجمه يمكن أن يحتوي أكثر من 1300 كرة أرضية.
يتكون هذا الكوكب بشكل رئيسي من الهيدروجين والهيليوم، مما يجعله كوكبا غازيا عملاقا بلا سطح صلب مثل الأرض، ويعتقد أن له نواة صخرية أو جليدية صغيرة في العمق، محاطة بطبقات من الهيدروجين المعدني والسائل.

الكواكب السيارة
وتلمع الكواكب مثل الزهرة والمشتري كالنجوم في سماء الليل، ذلك لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، لكنها أبعد بكثير من القمر، فتظهر في صورة نجوم.
غير أن ما يميز الكواكب عن النجوم هو أنها لا تظهر ثابتة في القبة السماوية، بل تغير مواقعها بالنسبة إلى خلفية النجوم بانتظام عبر الزمن.
ولهذا أدرك العرب القدماء هذا الاختلاف السلوكي، فميّزوا بينها في التسمية، فأطلقوا على النجوم وصف "الكواكب الثابتة"، بينما سمّوا الكواكب "الكواكب السيارة".
ومع ذلك لم يكونوا يعرفون آنذاك طبيعتها الفيزيائية المختلفة تماما، بل اعتمدوا على المشاهدة الظاهرية للحركة.

لقاء مع الزهرة
بعد ذلك يستمر القمر في التحرك في السماء يوما بعد يوم، ثم يلتقي في فجر يوم 19 سبتمبر/أيلول مع كوكب الزهرة، الذي يكون ألمع أجرام السماء في تلك الفترة في الليل، ويكون قريبا من المشتري.
قطر الزهرة يقارب 95% من قطر الأرض، وكتلته حوالي 81% من كتلة الأرض، لذلك يصنف كتوأم قريب من حيث الأبعاد.
الغلاف الجوي للزهرة سميك جدًا ويتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون مع غيوم كثيفة من حمض الكبريتيك، أما الضغط الجوي عند سطحه يعادل 90 مرة الضغط على سطح الأرض (أي كأنك تحت عمق كيلومتر تقريبًا في المحيط).
إعلان
أما درجة الحرارة، فثابتة تقريبا في كل مكان على السطح، تساوي نحو 465 درجة مئوية، وهي أعلى من حرارة عطارد رغم أن عطارد أقرب إلى الشمس، والسبب هو ظاهرة الاحتباس الحراري الجامح على سطح الكوكب.
قلب الأسد
وربما مع بعض التدقيق تلاحظ أنه مع اقتران الزهرة بالقمر فهناك نجم لامع (لكنه أقل لمعانا من الزهرة) يقف على مقربة منه، هذا هو نجم قلب الأسد، الذي يزين سماء ما قبل الشروق هذه الأيام.
يقع قلب الأسد أو "المليك" في كوكبة الأسد، على مسافة تقارب 79 سنة ضوئية من الأرض، وهو نجم من القدر الأول (بلمعان ظاهري 1.3 تقريبا)، يجعله ذلك من ألمع 20 نجما في السماء ليلا.
قلب الأسد ليس نجمًا منفردًا، بل نظام يتكون من 4 نجوم يدور بعضها حول بعض، الأول هو النجم الأساسي الذي نراه، وله رفيق قزم أبيض قريب، يعتقد أنه كان في الماضي نجما أكبر وفقد مادته لصالح رفيقه، ثم هناك زوج آخر بعيد من النجوم الخافتة.
كان قلب الأسد نجما مميزا في حضارات قديمة مثل البابلية والمصرية واليونانية، حيث عد من "النجوم الملكية الأربعة" التي ترتبط بالسلطة والقدر.
0 تعليق