عاجل

كيف يهيمن اليمين الأميركي على وسائل الإعلام ويخنق حرية الصحافة؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شواهد متعددة برزت في الآونة الأخيرة، لدى مؤسسات إعلامية أميركية كبرى، تؤشر على سعي حلفاء الرئيس دونالد ترامب من اليمين الأميركي لزيادة هيمنتهم على وسائل الإعلام وخنق حرية الصحافة، وفق صحيفة الغارديان.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن استيلاء اليمين الأميركي على شركات البث كان هدفا لترامب، ويعد استسلاما من وسائل الإعلام لما وصفتها بالتوجهات الاستبدادية.

تغييرات كبرى في شبكة "سي بي إس نيوز"

وقامت شبكة "سي بي إس نيوز" التي ظلت تاريخيا مكانا لرموز الصحافة الأميركية، بتعيين أحد حلفاء ترامب المحافظ كينيث وينشتاين في منصب أمين المظالم للإشراف على الشكاوى العامة، رغم عدم امتلاكه خلفية في الصحافة. وجاء ذلك بعد أسابيع من سيطرة عائلة لاري إليسون، أحد أغنى رجال العالم وصديق الرئيس الأميركي، على شركة باراماونت المالكة للشبكة.

وتعلق كاثلين كولفر، مديرة كلية الصحافة والاتصال الجماهيري بجامعة ويسكونسن ماديسون، بأن تعيين واينشتاين قد يكون جزءا من جهد أكبر لإعادة هيكلة شبكة "سي بي إس نيوز"، إما سعيا وراء الأهداف الحزبية لمالك الشركة، وإما بحثا عن جمهور أكبر لجني الأرباح.

تثير تحركات "سي بي إس نيوز" مخاوف نقاد وسائل الإعلام الأميركيين من تقويض حرية الصحافة أمام ما وُصفت بالتوجهات اليمينية الاستبدادية لإدارة ترامب (الفرنسية)

 

ويأتي توقيت تعيين وينشتاين، الصديق المقرب من ترامب، بعد أيام من شكوى  وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مما وصفته بالتحرير المتحيز لمقابلتها في أحد برامج "سي بي إس نيوز" الأسبوع الماضي، وبعد شهرين من موافقة المؤسسة على دفع 16 مليون دولار لترامب من أجل تسوية دعوى قضائية رفعها ضد المؤسسة.

كما أعلنت شبكة "سي بي إس" بعد ضغوط نويم أنها لن تسمح بعد الآن بمونتاج المقابلات قبل بثها، وهي خطوة نادرة في برامج الأخبار الأميركية، حيث يعد تحرير المقابلات أمرا شائعا.

إعلان

ويوم الجمعة الماضية وبعد اغتيال تشارلي كيرك، المؤثر اليميني المقرب من ترامب، قامت باراماونت بإزالة حلقة من مسلسل ساوث بارك تم بثها في أغسطس/آب الماضي وتسخر من أسلوب كيرك في النقاش من خلال شخصية كارتمان، رغم أنه عندما تم بث الحلقة سخر كيرك نفسه من هذه الشخصية ووصفها بأنها مضحكة، وقال إنه يعتبرها "وسام شرف".

وتسعى باراماونت -وفق ما يشاع- إلى شراء "وارنر بروس ديسكفري" العملاق الإعلامي الذي يملك شبكة "سي إن إن" (CNN)، مما قد يمهد لضم شبكة الأخبار المؤثرة إلى تكتل يزداد ودا لترامب.

" frameborder="0">

 

"فوكس نيوز" اليمينية تزدهر وتضمن مستقبلها 

وفي الوقت نفسه، تمت تسوية الخلاف العائلي بين روبرت مردوخ وأبنائه باتفاق يضمن حفاظ "فوكس نيوز" وغيرها من وسائل الإعلام القوية التي تديرها العائلة، على ميولها المحافظة.

وقد يكون تحويل شركة إخبارية إلى اليمين أمرا منطقيا من الناحية الاقتصادية، وفق تقدير الغارديان، فمن منظور اقتصادي بحت، ارتفعت أسهم شركة فوكس، التي تملك قناة فوكس نيوز اليمينية، بأكثر من 40% منذ إعادة انتخاب ترامب.

Fox News reporters Peter Doocy shows US President Donald Trump his phone as makes an announcement in the Oval Office of the White House in Washington, DC, on September 2, 2025.
مراسل قناة فوكس نيوز في البيت الأبيض يعرض لترامب مقطع فيديو على هاتفه (الفرنسية)

وفازت قناة فوكس نيوز بـ63% من إجمالي مشاهدي الأخبار على الكيبل و65% من مشاهدي أوقات الذروة في أغسطس/آب الماضي، في حين خسرت قناتا "سي إن إن" و"إم إس إن بي سي" نصف جمهورهما في كلا المقياسين مقارنة بالعام السابق.

ولا يقتصر زيادة قبضة اليمين على التلفزيون فقط، ففي صحيفة "واشنطن بوست" تم تعيين آدم أونيل، المراسل السابق لمجلة الإيكونوميست البريطانية وكاتب الافتتاحيات في وول ستريت جورنال، مؤخرا من قبل المالك جيف بيزوس للدفاع عن "الحريات الشخصية والأسواق الحرة" في صفحات الرأي بالصحيفة، في إشارة أخرى إلى أن الصحيفة التي كانت ذات يوم وسطية أو تميل إلى اليسار تتجه نحو اليمين.

وتثير هذه التحركات مخاوف العديد من نقاد وسائل الإعلام والمراقبين في الولايات المتحدة من أن حرية الصحافة تتعرض للتقويض أمام التوجهات اليمينية الاستبدادية لإدارة ترامب، وفق الصحيفة، لكن ما زالت هناك وسائل إعلام أميركية تسير في اتجاه مختلف.

0 تعليق