Published On 17/9/202517/9/2025
|آخر تحديث: 14:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:45 (توقيت مكة)
تعيش مدينة غزة تحت وطأة قصف إسرائيلي مكثف وضغط نفسي متواصل على مدار الساعة، مما دفع آلاف السكان للنزوح قسرا نحو الجنوب في محاولة للنجاة من الموت، في وقت تتصاعد فيه أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -أمس الثلاثاء- بدء عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين، والثالثة ستلتحق بهما قريبا.
نزوح بلا أمل ولا أمان.. غزة 2025 pic.twitter.com/s35pY0d1iy
— نور الحسيني (@Nourelhosenyy) September 17, 2025
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بمدينة غزة، فالسماء ملبدة بالدخان والأرض مثقلة بالركام والدموع، في حين تُقتلع العائلات من بيوتها وترتجف أصوات الأطفال خوفا وجوعا.
الطوابير الطويلة عند نقاط النزوح تجسد وجعا لا يوصف في مشهد يختصر حجم المعاناة اليومية للسكان وسط القصف والدمار المستمر.
عائلات نزحت قسراً إلى الجنوب تحت القصف العنيف والمدمر، عادت اليوم إلى مدينة غزة بسبب تكدس النازحين والظروف الصعبة في الجنوب.
الأهالي ينتقلون من موت إلى موت أمام أنظار عالم ظالم . pic.twitter.com/ZkMrTIkHYv
— Tamer | تامر (@tamerqdh) September 16, 2025
ووصف نشطاء آخرون ما يحدث بأنه "قتل جماعي ممنهج"، مؤكدين أن الفلسطيني في غزة يواجه الموت أينما اتجه: فمن يرفض النزوح يُقتل، ومن ينزح يُستهدف في طريقه، ومن يصل إلى مكان النزوح لا يسلم من القصف، وحتى من لم يجد مأوى فعاد من حيث أتى يُقتل أيضا.
الاحتلال يستهدف 3 مرات سيارة تقل نازحين بمدينة #غزة، وتحمل مستلزماتهم الحياتية خلال محاولتهم الانتقال نحو الجنوب.
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) September 16, 2025
وروى ناشطون قصة عائلة جمعت احتياجاتها في مركبة متجهة إلى الجنوب، لكن الطيران الإسرائيلي استهدفها في الطريق، مما أدى إلى استشهاد خمسة من الأطفال والنساء.
إعلان
وأكد آخرون أن غزة التي كانت نابضة بالحياة تحولت اليوم إلى "ساحة خراب"، حيث يقتل الاحتلال من يرفض النزوح، ومن ينزح، ومن يصل، وحتى من لا يجد مكانا للنزوح.
نساء غزة.. الأكرم من شواربكم جميعا، الأعز من قلوبكم المعتادة على الذل.
نساؤنا الشامخات اللواتي تحملن خلال عامين حرب إبادة كانت الواحدة منهن عامود الخيمة في أسرتها، لم تميل كما مالت قلوبكم، لم تحيد كنا حادت نفوسكم.
لله درنا بنساء غزة.. وعليكم سخط خذلانكم pic.twitter.com/69wi5jdQ2o
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) September 16, 2025
ورغم قسوة المأساة، أشار ناشطون إلى أن صور النزوح تختصر ملحمة الصمود الفلسطيني، إذ يُهجّر الناس من بيوتهم لكنهم يحملون معهم كرامتهم وابتسامة أطفالهم التي يعجز الاحتلال عن محوها.
صورة قاسية ومؤلمة
هكذا وصل الحال بأهلكم ونسائكم في غزة هرباً من الموت
كيف أصبحت هذه الصور عابرة!! pic.twitter.com/MWWRgzt64N
— MO (@Abu_Salah9) September 16, 2025
وكتب أحد النشطاء "أما النزوح الذي تمر علينا أخباره وكأنه عادي، فهو حرفيا قطعة من العذاب." ويقول آخر "صورة قاسية ومؤلمة، هكذا أصبح حال أهلكم ونسائكم في غزة هربا من الموت. كيف أصبحت هذه الصور عابرة؟"
ولخص مغردون المشهد بقولهم "في غزة الكل نازحون.. إسرائيل تقتل من لا يريد النزوح، وتقتل من في طريقه، وتقتل من وصل، وتقتل من لم يجد مكانا وعاد من حيث أتى.. إسرائيل تقتل الجميع". في حين علق ناشط آخر "الأهالي ينتقلون من موت إلى موت أمام أنظار عالم ظالم".
وبحسب شهادات متداولة، فإن الواقع المأساوي يتجاوز أي وصف: آلاف المدنيين يقطعون المسافات مشيا على الأقدام، ومن يجد وسيلة نقل يظل عالقا لساعات طويلة كأنه ينتقل بين دول، وسط غياب تام لشاحنات الإغاثة والمساعدات.
وأشارت الشهادات إلى أن السكان محجوزون لأيام وربما أسابيع بلا ماء أو مأوى، في حين يمنع الاحتلال إدخال الخيام والطعام والماء والأدوية، مما حوّل غزة إلى "مدينة أشباح".
0 تعليق