غزة.. نزوح جماعي ومأساة إنسانية متواصلة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تعيش مدينة غزة تحت وطأة قصف إسرائيلي مكثف وضغط نفسي متواصل على مدار الساعة، مما دفع آلاف السكان للنزوح قسرا نحو الجنوب في محاولة للنجاة من الموت، في وقت تتصاعد فيه أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي -أمس الثلاثاء- بدء عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين، والثالثة ستلتحق بهما قريبا.

 

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بمدينة غزة، فالسماء ملبدة بالدخان والأرض مثقلة بالركام والدموع، في حين تُقتلع العائلات من بيوتها وترتجف أصوات الأطفال خوفا وجوعا.

الطوابير الطويلة عند نقاط النزوح تجسد وجعا لا يوصف في مشهد يختصر حجم المعاناة اليومية للسكان وسط القصف والدمار المستمر.

ووصف نشطاء آخرون ما يحدث بأنه "قتل جماعي ممنهج"، مؤكدين أن الفلسطيني في غزة يواجه الموت أينما اتجه: فمن يرفض النزوح يُقتل، ومن ينزح يُستهدف في طريقه، ومن يصل إلى مكان النزوح لا يسلم من القصف، وحتى من لم يجد مأوى فعاد من حيث أتى يُقتل أيضا.

وروى ناشطون قصة عائلة جمعت احتياجاتها في مركبة متجهة إلى الجنوب، لكن الطيران الإسرائيلي استهدفها في الطريق، مما أدى إلى استشهاد خمسة من الأطفال والنساء.

إعلان

وأكد آخرون أن غزة التي كانت نابضة بالحياة تحولت اليوم إلى "ساحة خراب"، حيث يقتل الاحتلال من يرفض النزوح، ومن ينزح، ومن يصل، وحتى من لا يجد مكانا للنزوح.

ورغم قسوة المأساة، أشار ناشطون إلى أن صور النزوح تختصر ملحمة الصمود الفلسطيني، إذ يُهجّر الناس من بيوتهم لكنهم يحملون معهم كرامتهم وابتسامة أطفالهم التي يعجز الاحتلال عن محوها.

وكتب أحد النشطاء "أما النزوح الذي تمر علينا أخباره وكأنه عادي، فهو حرفيا قطعة من العذاب." ويقول آخر "صورة قاسية ومؤلمة، هكذا أصبح حال أهلكم ونسائكم في غزة هربا من الموت. كيف أصبحت هذه الصور عابرة؟"

ولخص مغردون المشهد بقولهم "في غزة الكل نازحون.. إسرائيل تقتل من لا يريد النزوح، وتقتل من في طريقه، وتقتل من وصل، وتقتل من لم يجد مكانا وعاد من حيث أتى.. إسرائيل تقتل الجميع". في حين علق ناشط آخر "الأهالي ينتقلون من موت إلى موت أمام أنظار عالم ظالم".

وبحسب شهادات متداولة، فإن الواقع المأساوي يتجاوز أي وصف: آلاف المدنيين يقطعون المسافات مشيا على الأقدام، ومن يجد وسيلة نقل يظل عالقا لساعات طويلة كأنه ينتقل بين دول، وسط غياب تام لشاحنات الإغاثة والمساعدات.

وأشارت الشهادات إلى أن السكان محجوزون لأيام وربما أسابيع بلا ماء أو مأوى، في حين يمنع الاحتلال إدخال الخيام والطعام والماء والأدوية، مما حوّل غزة إلى "مدينة أشباح".

0 تعليق