Published On 18/9/202518/9/2025
|آخر تحديث: 11:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:15 (توقيت مكة)
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير إخباري حصري أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعيش حالة من الغضب المكبوت تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه رغم ذلك يترك له حرية التصرف.
وأوضحت أن ترامب اشتكى مرارا في جلسات خاصة من أن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يقوّض مساره المفضل لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوذكرت أن الرئيس الأميركي يفضّل وقفا لإطلاق النار عبر التفاوض، بينما يصر نتنياهو على استسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال القوة العسكرية الماحقة.
ووفقا للتقرير الذي أعده مراسلا الصحيفة ألكسندر وورد في واشنطن ودوڤ ليبر في تل أبيب، فقد بلغ غضب ترامب ذروته بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مفاوضي حركة حماس في قطر، في عملية هددت بنسف محادثات السلام الهشة وفاجأت واشنطن.
وأفاد المراسلان بأن ترامب قال بغضب لمساعديه -ومن بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو– "إنه يخدعني"، قاصدا بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي.
لكن الصحيفة تقول إنه على الرغم من تلك الانفعالات التي أبداها، لم يُظهر ترامب استعدادا لفرض أي "عواقب" على نتنياهو، إذ لم يستخدم النفوذ العسكري والسياسي الأميركي الهائل، ولم يوظف علاقته الشخصية الوثيقة معه للضغط عليه.
وأشارت إلى أن ترامب وقف متفرجا وهو يشاهد إسرائيل تصعِّد هجماتها على مدينة غزة، في وقت تتضاءل فيه فرص إبرام اتفاق سلام يتطلع إلى التباهي به كإنجاز دولي بارز له.
وحسب الصحيفة، فإن مراقبين في واشنطن وتل أبيب يرون أن هذه المعادلة محيّرة، إذ إن سياسات نتنياهو أطالت أمد الصراع، وأرهقت علاقات أميركا مع حلفائها العرب، وجعلت توسيع اتفاقات أبراهام أكثر صعوبة.
رابينوفيتش: قد يكون نتنياهو محاصرا ويرتكب أخطاء، لكن الشيء الوحيد الذي يعمل لصالحه فعليا هو دعم ترامب له
ومع ذلك، يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحدي ترامب من دون أن يدفع ثمنا يُذكر، كما يفيد التقرير الذي ينقل عن السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن إيتامار رابينوفيتش، القول: "قد يكون نتنياهو محاصرا ويرتكب أخطاء، لكن الشيء الوحيد الذي يعمل لصالحه فعليا هو دعم ترامب له".
إعلان
وترجع وول ستريت جورنال العلاقة الوثيقة بين الرجلين إلى عدة عوامل: فكلاهما يقدمان أنفسهما كغرباء عن المؤسسة السياسية وكضحايا للنخب، بما في ذلك تعرضهما لمحاكمات بتهم فساد، وكلاهما يرى نفسه مصلحا لنظام فاسد.
وثمة عامل آخر -طبقا للتقرير الإخباري- وهو أن لنتنياهو نفوذا واسعا داخل الكونغرس وفي الإعلام الأميركي المحافظ، حيث يلتقي بانتظام مشرِّعين جمهوريين في إسرائيل، ويجري مقابلات مع قنوات تحظى بشعبية بين أنصار ترامب مثل "فوكس نيوز" و(نيوزماكس) وشبكة "أخبار أميركا الواحدة" التي تُعرف اختصارا باسم "أو إيه إن" (OAN).

وفي حين تراجعت شعبية إسرائيل لدى الديمقراطيين في السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال مرتفعة وسط الجمهوريين.
فقد ذكرت الصحيفة أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة غالوب الأميركية في يوليو/تموز الماضي أظهر أن ثلثي الجمهوريين لديهم نظرة إيجابية تجاه نتنياهو، مقابل 9% فقط من الديمقراطيين.
ومع ذلك، لاحظت الصحيفة أن بعض التصدعات بدأت بالظهور داخل معسكر ترامب نفسه، إذ اتهمت شخصيات من حركة ماغا -مثل النائبة مارجوري تايلور غرين- إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، محذرة من أن الحرب قد تجر الولايات المتحدة إلى صراع أعمق.
وفي المقابل -طبقا للتقرير- لا يريد ترامب قطيعة علنية مع نتنياهو، فهو يفتخر بعلاقاته الوثيقة معه وبمساندته لإسرائيل، حسب مسؤولين أميركيين.
وتلفت الصحيفة إلى أن الضربة الإسرائيلية على قطر كشفت عن هشاشة هذا الوضع، إذ لم يُبلّغ ترامب بالعملية إلا بعد تنفيذها، مما اضطره لإخطار الدوحة متأخرا، وهو ما سبّب إحراجا لواشنطن.
واختتمت الصحيفة تقريرها بتصريح لمايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، يلخص طبيعة العلاقة بين ترامب ونتنياهو، يقول فيه إن العدوان على قطر "لو نجح لما أدانه ترامب، بل كان سينسب الفضل لنفسه، إنه يحب الرابحين".
0 تعليق