وسط أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات، وجدت نادية صبري نفسها مجبرة على النزوح مع أسرتها من بيت لاهيا في شمال غزة، بعد أن سقطت القذائف على منازلهم، مخلفة شهداء وجرحى ودمارا واسعا.
وتقول نادية إن الحرب لم تقتصر على فصيل بعينه، بل تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ وكل أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن ابنها استشهد في القصف بينما فقد الآخر إحدى ساقيه بعد إصابته المباشرة.

وتصف اللحظات الأولى للقصف بأنها كانت أشد قسوة من أن توصف، إذ تفرّق شملها عن أبنائها، وسط ألسنة النار والدخان المتصاعد، ولم تتمكن من العثور عليهم إلا بعد ساعات من توقف القصف.

ورحلة النزوح لم تكن نهاية المأساة، فبعد أن تهدم برجهم بالكامل اضطروا للانتقال إلى منطقة الصناعة قرب برج السوسي في مدينة غزة، لكنهم ما زالوا يعيشون أوضاعا قاسية بلا مأوى آمن ولا طعام أو ماء، ولا يملكون المال لتأمين أبسط احتياجات الحياة.

وتقول نادية إنهم يتمنون العثور على منطقة آمنة يلوذون بها، مؤكدة أنه لا أحد يمكنه احتمال الحياة التي يعيشونها في ظل هذه الظروف، حيث تبدو كل لحظة أشبه بامتحان للبقاء.

وقصة نادية صبري ليست سوى واحدة من آلاف الحكايات التي تعكس فداحة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تتحول البيوت إلى ركام، والأطفال إلى ضحايا بين قتيل وجريح، والأسر إلى نازحين يبحثون عن مأوى آمن لا يجدونه.

وبين الموت والجوع والتشريد، يظل صوت الأمهات -مثل نادية- شاهدا على أن ما يجري يتجاوز حدود الحرب ليصبح معركة وجود وبقاء لشعب بأكمله.
Published On 18/9/202518/9/2025
|آخر تحديث: 17:29 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:29 (توقيت مكة)
0 تعليق