مراسلو الجزيرة نت
Published On 18/9/202518/9/2025
|آخر تحديث: 21:38 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:38 (توقيت مكة)
غزة- رغم الفقر المدقع والمجاعة، يتكبّد النازحون من مدينة غزة تكاليف باهظة عند نزوحهم قسرا إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، نتيجة لعمليات التهجير القسري التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
ويؤكدون أن تكاليف الانتقال تفوق طاقتهم بشكل كبير، حيث يبلغ متوسطها قرابة 2500 دولار، وهو مبلغ يصعب توفيره في ظل انقطاع مصادر الدخل والمساعدات الإنسانية.
وتُكلِّف السيارة الواحدة التي تنقل العائلة مع بعض الأمتعة الأساسية كالأفرشة نحو 4 آلاف شيكل (1200 دولار).
وتشمل التكاليف أيضا الإيواء، إذ يتراوح سعر الخيمة الواحدة ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف شيكل (من 900 إلى 1200 دولار) وسط ارتفاع كبير لأسعار المواد الأساسية وتراجع المعونات الإنسانية.

معاناة مستمرة
ويُجبَر النازحون كذلك على استئجار أراضٍ خاصة لنصب خيامهم، في ظل غياب مناطق إيواء جماعية، حيث يتراوح إيجار قطعة الأرض الصغيرة من 800 إلى 1000 شيكل شهريا (من 280 إلى 300 دولار). وقال عدد منهم للجزيرة نت إنهم اضطروا إلى بيع أثاث منازلهم وبعض الحُلي الذهبية الخاصة بالنساء لتأمين تكاليف النزوح القسري.
ويحذّرون من أن مئات الآلاف من سكان مدينة غزة ما زالوا عالقين لأنهم غير قادرين على تأمين كلفة النزوح، مما يعرّضهم للخطر في حال تصعيد العمليات العسكرية أو توسيع نطاق التهجير.
تأتي هذه المعاناة في وقت تستمر فيه الأزمة الإنسانية في القطاع وسط انهيار المنظومة الاقتصادية والصحية، وتراجع القدرة الشرائية للسكان إلى أدنى مستوياتها.
وبدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا يهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة وإفراغها من سكانها، على غرار ما حدث سابقا في محافظات رفح وخان يونس وشمال القطاع.
ويطالب جيش الاحتلال سكانها بالإخلاء الفوري نحو الجنوب. ووفق مصادر متعددة، فإن قوات الاحتلال باتت تسيطر على أجزاء واسعة من المدينة، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، يهدد بتدمير المنازل والبنية التحتية بشكل شبه كامل.
إعلان
ورغم الادعاءات الإسرائيلية بأن الهدف هو تدمير البنية العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يرى مراقبون ومؤسسات حقوقية أن ما يجري يُعدّ تهجيرا قسريا واسع النطاق، يندرج تحت طائلة جرائم الحرب، خاصة في ظل غياب مناطق آمنة حقيقية للمدنيين.
0 تعليق