هل تختفي موسيقى "ماسيف أتاك" من تل أبيب؟ حملة عالمية لحظر بث الأغاني رداً على مجازر غزة
في تصعيد لافت للحراك الثقافي العالمي المناهض للحرب على غزة، انضم أكثر من 400 فنان عالمي، من بينهم فرق موسيقية ضخمة مثل "ماسيف أتاك" (Massive Attack) وبرايمال سكريم" (Primal Scream)، إلى مبادرة مقاطعة جديدة تحت عنوان "لا موسيقى للإبادة الجماعية" (No Music for Genocide)، تطالب بحظر بث موسيقاهم على المنصات الرقمية داخل إسرائيل.
مقاطعة بالبث المباشر
وفقاً لصحيفة "هآرتس" العبرية، تطلب المبادرة من الفنانين وأصحاب حقوق الملكية اتخاذ خطوات فعالة لإزالة موسيقاهم من منصات البث في تل أبيب، وذلك عبر استبعادها من مناطق التوزيع أو إرسال طلبات حظر جغرافي لشركات التوزيع التابعة لهم. وجاء في بيان المبادرة أن هذه الخطوة هي رد مباشر على "الإبادة الجماعية المستمرة في غزة".
وتضم قائمة الموقعين فنانين بارزين من مختلف الأنواع الموسيقية، مثل رينا ساواياما، وفرقة "جابانيز بريكفاست"، وكينغ كارول، والمغنية مو، مما يمنح الحملة زخماً كبيراً.
دعوة لكبار الصناعة على غرار روسيا
وجهت المبادرة دعوة مباشرة لشركات الإنتاج والتسجيلات الكبرى، وعلى رأسها سوني، ويونيفرسال، ووارنر، للانضمام إلى المقاطعة.
وذكّر البيان هذه الشركات بقرارها السريع بمنع الوصول إلى المحتوى الموسيقي الذي تملكه في روسيا، بعد شهر واحد فقط من غزوها لأوكرانيا، مطالباً إياها بتطبيق نفس المبدأ على إسرائيل.
"الثقافة في مواجهة القنابل"
أكد بيان المبادرة أن "الثقافة وحدها لا توقف القنابل، لكنها يمكن أن تساعد في رفض القمع السياسي، وتوجيه الرأي العام نحو العدالة، ومعارضة تطبيع الشركات أو الدول التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية".
وتعتبر الحملة نفسها جزءاً من حركة عالمية أوسع لمعارضة الحرب، مشيرةً إلى تحركات أخرى مثل إضراب "صانعي الأفلام من أجل فلسطين" وقرار الحكومة الإسبانية بمنع السفن والطائرات التي تحمل أسلحة من التوجه إلى الاحتلال.
تحديات التنفيذ
على الرغم من الزخم الكبير، تواجه المبادرة تحديات عملية. فحتى هذه اللحظة، لا تزال معظم أعمال الفنانين الموقعين متاحة للمستخدمين في إسرائيل، وذلك لأن شركات الإنتاج الكبرى هي التي تملك حقوق التوزيع النهائية.
ورغم ذلك، حققت الحملة نجاحاً أولياً، حيث لم تعد أغاني فرقة "Fountains D.C" متاحة في تل أبيب، بينما لا تزال أغاني "Massive Attack" وغيرها متاحة، مما يظهر أن المعركة في بدايتها وأن الضغط على الشركات الكبرى هو الخطوة الحاسمة التالية.
0 تعليق