إنفيديا تستثمر 5 مليارات دولار في إنتل.. صفقة سياسية بنكهة تكنولوجية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

التقطت عدسات الإعلام المدير التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ، وهو يتحدث بحماس عن مأدبة عشاء رسمية حضرها مع ملك بريطانيا تشارلز الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك قبل دقائق من بدء المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن شراكة وُصفت بـ"التاريخية" بين إنفيديا وإنتل.

وبحسب تقرير إيكونوميست، فإن هذه اللحظة الاحتفالية تجسد صعود إنفيديا إلى قمة صناعة الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت الشركة الأعلى قيمة في العالم بسعر سوقي يبلغ 4.3 تريليونات دولار.

تحرك سياسي مدروس

وأعلنت إنفيديا أنها ستستثمر 5 مليارات دولار في إنتل، وهو القرار الذي جاء بعد أقل من شهر من شراء إدارة ترامب 10% من أسهم الشركة نفسها.

ووفق إيكونوميست، ارتفعت أسهم إنتل بنسبة وصلت إلى 28% عقب الإعلان، مما رفع قيمة حصة الحكومة الأميركية بنحو 5 مليارات دولار إضافية، وهو إنجاز اقتصادي وسياسي سيعتبره ترامب "مكسبًا شخصيًا".

أسهم إنتل قفزت بنسبة 28% بعد إعلان إنفيديا أنها ستستثمر 5 مليارات دولار فيها (رويترز)

الاتفاق بين الشركتين لا يقتصر على الاستثمار، بل يشمل تطويرًا مشتركًا لمعالجات مخصصة لمراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر الشخصية. وأوضح هوانغ أن "الفرصة السوقية قد تصل إلى 50 مليار دولار سنويًا".

وسيتيح التعاون دمج معالجات إنتل المركزية (إكس86) في مراكز بيانات إنفيديا، مقابل دمج معالجات الرسوميات الخاصة بإنفيديا في الحواسيب المعتمدة على بنية إنتل.

الركيزة الأساسية لهذه الشراكة -بحسب إيكونوميست- هي تكنولوجيا "إن في لينك" الخاصة بإنفيديا، والتي تسرّع التواصل بين وحدات المعالجة الرسومية والمركزية.

وأشار محللو مجموعة "فيوتوروم" المتخصصة في أبحاث تقنية المعلومات إلى أن "اقتصاد الذكاء الاصطناعي سيعتمد على أنظمة يكون فيها "إن في لينك" هو المعيار، وإنفيديا هي من يقرر من يدخل إليها"، وعلى إثر ذلك، صعدت أسهم إنفيديا بنسبة 3.5%.

إعلان

ويمثل دعم إنفيديا انفراجة جديدة لإنتل بعد فشل مساعيها لسنوات في تحقيق نتائج إيجابية. وقاد ذلك إلى قفزة في أسهم الشركة الأميركية.

وقال جنسن هوانغ للصحفيين، إن إدارة ترامب لم تكن طرفا في صفقة الشراكة لكنها تدعمها.

وسيجعل هذا الاستثمار من إنفيديا على الفور واحدة من أكبر المساهمين في إنتل، بحصة تقارب 4% في الشركة بعد إصدار أسهم جديدة لإتمام الصفقة.

دفعة لإنتل ومخاوف من تزاوج مصالح

وترى إيكونوميست أن الصفقة تمثل "شهادة ثقة" في إنتل، التي واجهت صعوبات في عصر الذكاء الاصطناعي أمام منافسين مثل "آرم" البريطانية و"إيه إم دي" الأميركية.

لكن الشراكة لا تمس نشاط التصنيع التعاقدي لإنتل، حيث ما زالت الشركات الكبرى مثل "تي إس إم سي" التايوانية تتربع على عرش هذه الصناعة.

غير أن الصفقة تثير تساؤلات حول "الفساد البنيوي" في صناعة الذكاء الاصطناعي، إذ باتت إنفيديا تبرم صفقات مع شركات تمتلك فيها حصصًا كبيرة. فقد عقدت مؤخرًا صفقة حوسبة سحابية بقيمة 6.3 مليارات دولار مع شركة "كورويف"، وهي شركة تمتلك فيها 6.6% من الأسهم.

هذا التشابك بين الاستثمار والتحالف التجاري يعكس خطًا رفيعًا بين اغتنام الفرص وتقديم "طوق نجاة" لشركات متعثرة.

جنسن هوانغ توقع أن الفرصة السوقية بعد استثمار شركته في إنتل قد تصل إلى 50 مليار دولار سنويا (الفرنسية)

مستقبل غامض لكن الأسواق متفائلة

وبحسب إيكونوميست، فإن "انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي" قد يؤدي إلى انهيار هذا الترابط بين الشركات الكبرى، لكن المزاج المتفائل لا يزال مسيطرًا.

هوانغ اختصر الأمر بقوله: "إنفيديا سعيدة بكونها مساهمًا في إنتل"، وربما كان محقًا، إذ إن الشركة اشترت أسهم إنتل بسعر 23.28 دولارًا للسهم، لترتفع قيمتها في يوم الإعلان إلى 30.57 دولارًا للسهم.

0 تعليق