في تحول دبلوماسي كبير يُنتظر أن يعيد رسم ملامح الجهود الدولية لإنهاء صراع الاحتلال-فلسطين، كشف قصر الإليزيه عن عزم فرنسا، ومعها تسع دول أخرى على الأقل، الإعلان رسمياً عن الاعتراف بدولة فلسطين يوم الإثنين المقبل من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك.
ويأتي هذا الإعلان، الذي وصفته مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى بـ "اللحظة التاريخية"، ليتوج جهوداً دبلوماسية مكثفة قادتها باريس بالتعاون مع شركاء أوروبيين وعرب خلال الأشهر الماضية، بهدف خلق زخم سياسي حاسم للدفع نحو تطبيق "حل الدولتين".
ووفقاً للمعلومات الصادرة عن الرئاسة الفرنسية، فإن هذه الخطوة المنسقة ستتم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتهدف إلى إرسال رسالة سياسية واضحة مفادها أن الحل العسكري لن يلغي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وأن المسار السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
ورغم أن القائمة النهائية للدول المشاركة لم تُعلن بالكامل، أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أنها تضم دولاً أوروبية وازنة مثل بريطانيا، بلجيكا، البرتغال، ومالطا، بالإضافة إلى دول أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي ككندا وأستراليا ونيوزيلندا، والتي غيرت مواقفها السابقة التي كانت تربط الاعتراف بنهاية مسار المفاوضات.
تستند هذه الخطوة إلى أرضية سياسية تم تمهيدها في محطتين رئيسيتين خلال العام الجاري: الأولى كانت "إعلان نيويورك" في يوليو الماضي، والثانية تمثلت في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر الجاري، حيث أيدت 142 دولة الإعلان الداعم لحل الدولتين، مما أظهر شبه إجماع دولي على ضرورة التحرك الفوري.
ويعتبر المراقبون أن القيادة الفرنسية لهذه المبادرة تمثل تحولاً في سياسة القوى الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وانتقالاً من مرحلة الانتظار إلى مرحلة الفعل السياسي المباشر للضغط على الأطراف المعنية، وخاصة الاحتلال، للعودة إلى طاولة المفاوضات بأسس جديدة.
0 تعليق