تل أبيب - وكالات: هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس، بشن قصف غير مسبوق على غزة، وسط نزوح مستمر من المدينة نحو وسط وجنوب القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان له، إغلاق محور صلاح الدين الذي فتحه مؤقتا لتسهيل مغادرة الفارين من شدة قصفه على مدينة غزة وشمال القطاع، ووجّه تهديدا جديدا للسكان بضرورة مغادرة المدينة إلى ما يطلق إليها "المنطقة الإنسانية".
وقال، إنه اعتبارا من هذه اللحظة لا يتسنى الانتقال جنوبا إلا عبر شارع الرشيد على ساحل غزة.
وأضاف، إنه سيواصل العمل بقوة "شديدة وغير مسبوقة" ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية،
وكان يشير بذلك إلى تكثيف الغارات وعمليات التدمير للمناطق السكنية في مدينة غزة التي بدأها قبل أيام.
وأعلن جيش الاحتلال أنه بدأ، الثلاثاء الماضي، هجوما بريا على مدينة غزة في إطار عملية "عربات جدعون 2"، بيد أن تقدم قواته في أنحاء مدينة غزة كان محدودا للغاية، وفقا لمصادر متطابقة.
وتحت الصواريخ وقذائف المدفعية، استمرت، امس، حركة النزوح من مناطق في مدينة غزة نحو وسط وجنوب القطاع عبر شارع الرشيد وسط ظروف قاسية، في حين ظل مئات الآلاف داخل المدينة وفي شمال القطاع.
وقال شهود عيان، إن جزءا كبيرا من العائلات التي تنزح باتجاه الجنوب يأتي من المناطق الغربية لمدينة غزة ومنها مخيم الشاطئ ومحيط الميناء ومنطقة الشاليهات وحي تل الهوى، وهي المناطق الأكثر اكتظاظا وعرضة للقصف في هذه المرحلة.
وأضاف الشهود، إن كثافة القصف على المناطق الغربية دفعت السكان إلى النزوح، مشيرا إلى أن العديد من النازحين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة إلى المنطقة الوسطى.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه، إن آلاف العائلات تتكدس وسط مدينة غزة في ظل غياب تام للمساعدات الإنسانية.
وأشار النبيه إلى أن منظومة الخدمات انهارت بشكل كامل في المدينة، وأن أضرارا بالغة لحقت بالبنية التحتية.
ووسط ظروف مأساوية صعبة، افترشت عشرات العائلات النازحة الأرض في مستشفى القدس في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
وفي منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس، أجبرت آلاف العائلات النازحة على وضع خيامها على شاطئ البحر لضيق المساحات المتوفرة لاستيعابهم.
وتحدث جيش الاحتلال عن نزوح نحو 480 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكد أنه تمّ تسجيل 246 ألف حالة نزوح من المدينة منذ منتصف آب الماضي، أكثر من نصفهم نزحوا خلال الأسبوع الماضي فقط، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن العدد لا يتجاوز 190 ألفا.
0 تعليق