Published On 20/9/202520/9/2025
|آخر تحديث: 14:13 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:13 (توقيت مكة)
مع تسارع تعقيدات سوق العمل في العصر الحديث، تجد الشركات الكبرى صعوبة بالغة في استقطاب المواهب والاحتفاظ بها، فإجراءات التوظيف البطيئة والمحسوبية وفجوة المهارات المتسعة وإمكانيات العمل عن بعد، وغيرها من الأسباب تدفع الكفاءات للتنقل الدائم بين المنافسين، وباتت المنافسة على الكفاءات حربا حقيقية، تخسرها الشركات التقليدية في أغلب الأحيان.
تتعاظم هذه الأزمة إذا أخذنا في الاعتبار الجانب الآخر من المعادلة، فعندما تتزايد مغادرة الكفاءات لشركة ما فإنها تعتمد بالتالي على الأقل كفاءة، ما يفاقم من الخسائر، فنجاح أي شركة لا يمكن أن يكون إلا بنجاح موظفيها.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listأسباب خسارة المواهب
هذه الأزمة المتنامية لا تقتصر على نقص الكفاءات، بل تتجاوز ذلك إلى الأسباب الجذرية التي تدفع الموظفين ذوي الكفاءة إلى المغادرة، ولعل أبرز هذه الأسباب التي أظهرتها دراسات حديثة:
الأجور والمكافآت غير التنافسية: الشعور بأن المجهود لا يتناسب مع الأجر، أو أن السوق يمنح رواتب ومكافآت أفضل، هو من أهم أسباب التي تدفع المواهب إلى البحث عن خيارات أخرى. غياب فرص النمو: الموظفون المتميزون يبحثون دائما عن التطور، وعندما يشعرون أن المسار المهني قد وصل إلى طريق مسدود، حينها يتولد إليهم أقوى دوافع المغادرة نحو شركات توفر لهم فرصا للتعلم واكتساب مهارات جديدة. سوء الإدارة المباشرة: كثير من الموظفين لا يتركون وظائفهم، بل يتركون مديريهم، فضعف مهارات المدير في التواصل، أو عدم تقديره لجهود الفريق، أو غيابه عن تقديم الدعم اللازم، يخلق بيئة عمل سامة تدفع أفضل الكفاءات للبحث عن مكان آخر. الافتقار إلى التقدير: الشعور بأن الجهود المبذولة لا تُرى ولا تُقدّر يقتل الحافز، يحتاج الموظفون إلى الاعتراف بإنجازاتهم، سواء معنويا أو ماديا، ما يعزز شعورهم بالانتماء والقيمة. عدم التوازن بين العمل والحياة: المطالب المستمرة بساعات عمل إضافية وعدم احترام الوقت الشخصي يؤدي إلى الإرهاق المهني، ما يجعل الموظف يبحث عن بيئة عمل أكثر مرونة واحتراما لحياته الخاصة. ثقافة مؤسسية غير صحية: بيئة العمل التي تسودها المنافسة السلبية، أو غياب الشفافية، هي بيئة طاردة للمواهب التي تفضل العمل في مكان يتسم بالثقة والتعاون.
كيف تنجح الشركات في الحفاظ على المواهب؟
إن النجاح في معركة المواهب لا يقتصر على جذبها، بل في القدرة على الاحتفاظ بها، وتتطلب هذه المعركة إستراتيجية شاملة، تعتمد بنودا متنوعة أبرزها ما يلي:
إعلان
الاستثمار في التطوير المهني: يجب على الشركات أن تقدم مسارات وظيفية واضحة وبرامج تدريب مستمرة، عندما يشعر الموظف بأن الشركة تستثمر في نموه المهني، فمن الطبيعي أن يزداد ولاؤه لها. بناء ثقافة التقدير والاعتراف: إنشاء نظام فعال لتقدير الإنجازات، سواء كان ذلك عبر مكافآت دورية، أو ترقيات، أو حتى مجرد إرسال رسائل شكر، يعزز الروح المعنوية ويشعر الموظف بأهميته. قيادة قوية وداعمة: تدريب المديرين على مهارات القيادة الحديثة التي تركز على الدعم، والاستماع، وتقديم التغذية الراجعة البناءة، في الحقيقة فإن المدير الجيد هو أول وأهم سبب لبقاء الموظف. توفير المرونة: أصبحت المرونة في العمل (ساعات العمل المرنة، العمل عن بعد) عاملا حاسما في جذب المواهب والاحتفاظ بها، الشركات التي تتيح هذا الخيار تظهر فهما لاحتياجات موظفيها. الشفافية والتواصل: يجب أن يشعر الموظفون بأنهم جزء من القرار، وأن أصواتهم مسموعة، تعزيز التواصل المفتوح والشفافية في القرارات الإدارية يبني الثقة ويخلق شعورا بالانتماء الحقيقي للمؤسسة.المصدر: مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي
0 تعليق