في جريمة بشعة هزت العاصمة العراقية بغداد، أقدم ثلاثة أشقاء على قتل ابن عمهم عبر محاصرته وتوجيه عدة طعنات قاتلة له في أحد أحياء جنوب بغداد.
وبينما لا تزال الدوافع الحقيقية وراء "الخلافات العائلية" غامضة، تسلط هذه الحادثة المروعة الضوء مجدداً على ظاهرة العنف المجتمعي المقلقة وتفشي الجريمة في مجتمع مثقل بالأزمات.
أفاد مصدر أمني في بغداد بأن الحادثة وقعت في ناحية الرشيد، جنوبي العاصمة. ووفقاً للمعلومات الأولية، قام الأشقاء الثلاثة بنصب كمين لابن عمهم، حيث حاصروه في أحد الشوارع وأشهروا الأسلحة البيضاء في وجهه.
وأضاف المصدر أن "الجناة انهالوا على الضحية بالطعنات في مناطق متفرقة من جسده، مما أدى إلى وفاته على الفور في موقع الحادث".
وقد تمكن الجناة من الفرار إلى جهة مجهولة، فيما طوقت القوات الأمنية المكان وفتحت تحقيقاً عاجلاً لكشف ملابسات الجريمة وتعقب الفاعلين.
ما وراء الجريمة: العنف الأسري في مجتمع مثقل بالأزمات
ويرى خبراء اجتماع أن هذه الجريمة، على بشاعتها، ليست حالة معزولة، بل هي مؤشر خطير على تصاعد العنف الأسري والمجتمعي في العراق.
ويقول الدكتور علي الحمداني، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد: "هذه الحادثة المأساوية هي عرض لمرض مجتمعي أعمق. فالضغوط الاقتصادية الهائلة والصدمات النفسية التي خلفتها سنوات الحروب قد أضعفت شبكات الأمان الأسرية والاجتماعية التقليدية".
ويضيف الحمداني: "الخلافات التي كانت تُحل في السابق بالحوار والوساطة، أصبحت اليوم تنتهي بشكل مأساوي بسفك الدماء، ويتفاقم هذا الوضع بسبب الانتشار الواسع للسلاح وسهولة الحصول عليه، مما يجعل خيار العنف هو الأسهل والأسرع في نظر البعض".
0 تعليق