تطهير عرقي ممنهج.. هدم الأبراج السكنية في غزة يثير مخاوف من تهجير دائم - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جيش الاحتلال يعلن هدم ما يصل إلى 20 برجاً سكنياً على مدى الأسبوعين الماضيين

لمدة عشر سنوات، كان الموظف الفلسطيني شادي سلامة الريس يسدد قرضاً بقيمة 93 ألف دولار لشراء شقته في برج المشتهى، أحد المباني الشاهقة في حي راقٍ بمدينة غزة. والآن، أصبح هو وأسرته يعيشون في فقر مدقع، بعد أن حولت غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي المبنى بأكمله إلى كومة من الأنقاض في لحظة. قصة الريس ليست فريدة، بل هي انعكاس لحملة هدم ممنهجة تثير مخاوف جدية لدى الفلسطينيين والأمم المتحدة من أنها تهدف إلى تهجير دائم لسكان المدينة، فيما يمكن أن يرقى إلى مستوى "التطهير العرقي".

حملة هدم مكثفة.. من الأبراج الشاهقة إلى الأحياء الكاملة

شكل الهجوم على برج المشتهى في الخامس من سبتمبر الجاري بداية لحملة تدمير مكثفة نفذها جيش الاحتلال، استهدفت المباني الشاهقة تمهيداً للهجوم البري على قلب المدينة. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أعلن جيش الاحتلال عن هدم ما يصل إلى 20 برجاً سكنياً، بينما صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن 50 "برجاً للإرهابيين" قد تم هدمها.


ولم يقتصر التدمير على الأبراج، بل قامت قوات الاحتلال بتسوية مناطق بأكملها بالأرض في أحياء الزيتون، التفاح، الشجاعية، والشيخ رضوان. وتؤكد صور الأقمار الصناعية التي راجعتها وكالة "رويترز" حجم الدمار الهائل الذي لحق بعشرات المباني في حي الشيخ رضوان وحده منذ شهر أغسطس.

روايتان متضاربتان: "استهداف لحماس" أم "تطهير عرقي"؟

تتباين الروايات بشكل كامل حول الهدف من هذا الدمار الواسع:

رواية الاحتلال: ينفي المتحدث العسكري للاحتلال، المقدم نداف شوشاني، وجود "استراتيجية لتدمير غزة"، مؤكداً أن الهدف هو تدمير حماس وإعادة المحتجزين. ويزعم أن حماس استخدمت هذه المباني لمراقبة القوات ومهاجمتها، وزرعت فيها ألغاماً، واستخدمت المدنيين كدروع بشرية.

الرواية الفلسطينية والأممية: يخشى المواطن شادي الريس، الذي اضطر للنزوح جنوباً، أن يكون الهدف هو التهجير الدائم. وهو رأي تتفق معه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. حيث قال المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، في بيان إن "مثل هذه الحملة المتعمدة لنقل السكان تعد تطهيراً عرقياً".

سياسة معلنة.. تصريحات المسؤولين تكشف النوايا

وتدعم تصريحات المسؤولين في حكومة الاحتلال المخاوف من وجود نية مبيتة للتهجير. ففي مايو/أيار الماضي، توعد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأن معظم قطاع غزة "سوف يدمر بالكامل قريباً، وسيتكدس سكانه في شريط ضيق من الأرض بالقرب من الحدود مع مصر".

وتأتي هذه السياسة الميدانية والتصريحات بالتزامن مع استمرار جيش الاحتلال في إصدار أوامر الإخلاء لسكان مدينة غزة.

يقول الريس، الذي يستعد لمغادرة منزله مكرهاً: "بعمري ما تخيلت إني أترك مدينة غزة، لكن الانفجارات ما بتتوقف... ما بقدر أخاطر بأطفالي". لكنه يختتم بتشبث بالأرض: "لو خيروني بأي بلد في العالم ما راح أختار إلا غزة".

0 تعليق