كشفت التحقيقات في قضية اغتيال الناشط اليميني الأمريكي البارز تشارلي كيرك، عن تفاصيل مثيرة حول سلاح الجريمة، الذي لم يكن سلاحاً حديثاً، بل بندقية تاريخية تعود لحقبة الحرب العالمية الأولى. هذا "السلاح الشبح"، الذي يفتقر لرقم تسلسلي، لم يكن فقط الأداة التي كتبت نهاية كيرك، بل سلط الضوء أيضاً على الخطر الخفي الذي تشكله ملايين الأسلحة غير القابلة للتعقب في الولايات المتحدة.
خلفية: بندقية الجد.. سلاح بلا رقم تسلسلي
أوضحت التحقيقات أن البندقية التي استخدمها المتهم تايلر روبنسون (22 عاماً) هي من طراز Mauser 98 ألمانية الصنع، وهي بندقية تاريخية كانت مملوكة لجده. وتعمل هذه البندقية بنظام "bolt-action" (تلقيم يدوي بعد كل طلقة)، وقد استُخدمت في كلتا الحربين العالميتين قبل أن يجلبها الجنود الأمريكيون معهم إلى بلادهم، حيث أصبحت شائعة بين الصيادين.
والميزة الأخطر في هذه البندقية من منظور جنائي، هي أنها لا تحمل رقماً تسلسلياً، مما يجعل تعقب مصدرها أو تاريخها شبه مستحيل، وهو ما كان يدركه القاتل تماماً. وقد تم العثور على البندقية بعد الحادث، ملفوفة بمنشفة في منطقة مشجرة بالقرب من جامعة يوتا فالي.
الحمض النووي والرسائل النصية.. أدلة تدين روبنسون
ورغم صعوبة تتبع السلاح، إلا أن المحققين تمكنوا من ربط روبنسون بالجريمة بشكل قاطع من خلال أدلة دامغة:
"أسلحة الأشباح": خطر قديم يهدد أمريكا الحديثة
وتسلط هذه القضية الضوء على مشكلة "أسلحة الأشباح" (Ghost Guns) التي تؤرق السلطات الأمريكية. فبينما يتركز الجدل الحديث حول الأسلحة المطبوعة ثلاثية الأبعاد أو التي يتم تجميعها من قطع غير مرقمة، يوجد في منازل الأمريكيين ملايين من الأسلحة التاريخية القديمة التي صُنعت قبل فرض قوانين الأرقام التسلسلية.
ويخشى الخبراء الأمنيون من أن هذه الأسلحة، التي يصعب على السلطات تتبعها، قد تتحول إلى أداة مفضلة للمجرمين لتنفيذ هجمات مستقبلية، مما يمثل تحدياً كبيراً لجهود إنفاذ القانون.
0 تعليق