كشفت تقارير إعلامية عبرية وأمريكية أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قد وصلت إلى طريق مسدود بالكامل، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الدوحة الأسبوع الماضي.
فمن جهة، أبلغت حركة حماس الإدارة الأمريكية أنها "تخشى الاجتماع مجدداً"، ومن جهة أخرى، اشترطت قطر، الوسيط الرئيسي، اعتذاراً رسمياً من كيان الاحتلال لاستئناف دورها، فيما نقلت مصادر عن مسؤولين في تل أبيب أن نتنياهو أدرك أنه "أخطأ في تقدير" تداعيات الهجوم.
هجوم هزّ أسس الوساطة
يأتي هذا الجمود في أعقاب الهجوم الجوي الذي نفذه الاحتلال في التاسع من سبتمبر الجاري، والذي استهدف اجتماعاً لقياديين من حماس في الدوحة، وأسفر عن استشهاد رجل أمن قطري وخمسة من كوادر الحركة. وقد أثار الهجوم، الذي تبناه نتنياهو شخصياً، عاصفة من الإدانات الدولية واعتُبر ضربة مباشرة لجهود الوساطة التي تقودها قطر.
حماس لواشنطن: "نخشى الاجتماع مجدداً"
كشفت القناة الـ 13 العبرية، مساء أمس السبت، أن قيادة حماس في قطر أرسلت رسالة واضحة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضغط لاستئناف المفاوضات. وجاء في الرسالة، بحسب القناة: "نحن نخشى الاجتماع مجدداً في قطر لمناقشة الخيارات المتاحة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بمحاولة اغتيال جديدة".
وأشارت القناة إلى أن هذه الرسالة جاءت رغم تقديم قطر ضمانات أمنية لحماس، مما يعكس انعدام الثقة العميق بعد الهجوم.
قطر لواشنطن: "نريد اعتذاراً رسمياً"
وفي سياق متصل، أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن قطر علّقت دورها كوسيط، واشترطت لاستئنافه تقديم كيان الاحتلال "اعتذاراً رسمياً" عن الضربة الجوية.
ووفقاً للموقع، فإن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، طرح هذا المطلب مباشرة على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال لقائهما الأخير في الدوحة. وقد أثار هذا الشرط قلق واشنطن، التي تعتبر الوساطة القطرية "ضرورية" للتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب.
تل أبيب تعترف: "نتنياهو أخطأ في التقدير"
ونتيجة لهذا الشلل الدبلوماسي، يبدو أن هناك حالة من الإقرار بالخطأ داخل دوائر صنع القرار في كيان الاحتلال. ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الهجوم على الدوحة فاقم من عزلة "إسرائيل" الإقليمية، وإنهم قللوا من حجم الأزمة التي سيثيرها الهجوم.
وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أدرك أنه "أخطأ في التقدير"، ولم يتوقع أن يؤدي الهجوم إلى تجميد كامل لدور الوسيط الرئيسي في الحرب.
0 تعليق