كشف الدكتور بشارة بحبح، وهو وسيط أمريكي-فلسطيني غير رسمي بين حركة حماس والولايات المتحدة، عن تفاصيل صادمة حول محاولة اغتيال وفد حماس المفاوض في الدوحة، زاعماً أن العملية كانت "فخاً" استخباراتياً تم نصبه عبر تقديم مقترحات وقف إطلاق نار متضاربة، بهدف وحيد هو "جمع قادة حماس في غرفة واحدة" لتسهيل استهدافهم. وأكد بحبح أن هذه "الخيانة" أدت إلى تجميد كامل للمفاوضات، وأن قيادة حماس "تخشى الاجتماع مجدداً".
خلفية: هجوم شلّ مسار المفاوضات
تأتي هذه التصريحات في أعقاب الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر، والذي استهدف اجتماعاً لقيادة حماس. وقد أدت هذه الضربة إلى تعليق قطر لوساطتها الرسمية، مشترطةً اعتذاراً من كيان الاحتلال، مما خلق فراغاً دبلوماسياً عميقاً تسعى قنوات خلفية، مثل التي يمثلها بحبح، لملئه.
مناورة "غيرشون باسكر": كيف تم الإيقاع بالوفد؟
وفي أخطر ما كشف عنه بحبح في مقابلته مع "راديو الناس"، هو أن الهجوم لم يكن صدفة. وقال إن شخصية إسرائيلية، تُدعى غيرشون باسكر، "تم استغلالها" لتقديم ثلاثة مقترحات مختلفة ومتضاربة لوقف إطلاق النار إلى حماس خلال 24 ساعة فقط.
وأوضح بحبح أن الهدف من هذه المناورة لم يكن التوصل لاتفاق، بل كان "جمع الوفد التفاوضي لحركة حماس في غرفة واحدة لمناقشة هذه المقترحات، وهذا ما حدث بالفعل"، مما أتاح لطيران الاحتلال استهدافهم بدقة.
"الأمور مجمدة".. حماس تخشى الاجتماع وقطر تشترط اعتذاراً
وأكد بحبح أن الاتصالات مع حماس أصبحت "معقدة" للغاية بعد الهجوم. وقال: "الأمور مجمدة حالياً... قادة حماس موجودون في قطر لكنهم مشتتون بعد محاولة الاغتيال. الرسالة التي ننقلها لهم باستمرار هي: يجب أن تعودوا إلى المفاوضات، بغضّ النظر عن محاولات إسرائيل اغتيالكم".
وأضاف أن حماس تعتبر ما جرى "خيانة"، وأنها الآن تطالب بالرد على مقترح جزئي كانت قد وافقت عليه سابقاً كشرط للعودة إلى الطاولة.
"ترمب جاد.. لكن صبره بدأ ينفد"
ورغم قربه من إدارة ترمب، عبر بحبح عن خيبة أمله من موقف البيت الأبيض. وقال إن الرئيس "جاد في إنهاء الحرب"، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق نار تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي".
وأضاف: "ترمب منح نتنياهو فرصة لإنهاء المهمة في غزة، لكن الواضح أنه فشل، وصبر الرئيس بدأ ينفد".
وفي تعليق لافت، كشف بحبح عن رأيه الشخصي الذي نقله للحركة، قائلاً: "لو كنت مكان قيادة حماس لحملت سلاحي وغادرت غزة. الشعب يُقتل يومياً بلا مبرر"، مؤكداً أن اقتراحه هذا قوبل بالرفض من قبل الحركة.
0 تعليق