كيف تحول فيديو مضلل لعمدة "ديربورن" الأميركية إلى هجوم على المسلمين؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار فيديو نشره حساب موالي لليمين المتطرف في الولايات المتحدة لنقاش بين عمدة مدينة ديربورن في ولاية ميتشيغان الأميركية ومواطن من سكانها، هجوما على المسلمين في البلاد.

الفيديو المنشور على حساب "End Wokeness" عبر منصة "إكس" حصد نحو 9 ملايين مشاهدة، ويظهر مداخلة لمواطن يدعى "تيد برهام" خلال اجتماع لمجلس المدينة بحضور العمدة "عبد الله حمود" ذي الأصول اللبنانية خلال اعتراض الأول على تسمية شارع باسم أسامة السبلاني.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

والسبلاني هو كاتب وصحافي لبناني أميركي، ومدير تحرير صحيفة "أخبار العرب الأميركيين"، ولعب دورا بارزا في تمثيل صوت الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، خاصة في قضايا الحقوق المدنية، والسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

وكتب ناشر الفيديو "رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، لأحد السكان "أنت لستَ من أهل هذه المدينة، أيها المعادي للإسلام، ارحل"، مضيفا أن كلام حمود جاء بعدما عارض المواطن "تسمية شارع في المدينة باسم أسامة السبلاني المؤيد للجهاد"، على حد وصفه.

وحسب الفيديو المتداول، يقول المواطن تيد برهام، "حزب الله فجر السفارة في بيروت، وقتل العديد من الأميركيين، يبدو هذا غير مناسب"، في إشارة إلى تسمية الشارع باسمه.

وبعدها تظهر عملية اجتزاء لمسار النقاش، ويرد عمدة المدينة، قائلا "أنت كاره للإسلام، وعلى الرغم من إقامتك هنا، إلا أنني أريدك أن تعرف أنني كعمدة لا أرحب بوجودك هنا، وسأحتفل باليوم الذي تغادر فيه المدينة، لأنك لا تؤمن بالتعايش".

 

وأشعل الفيديو، هجوما حادا على العمدة حمود، والمسلمين في الولايات المتحدة، بدعوى أنهم باتوا يشكلون خطرا على الغالبية المسيحية.

إعلان

وتفاعل حساب باسم "RedRuralReport" مع الفيديو بوصف المسلمين بالأعداء، قائلا: "لم يعد العدو على أسوارنا، بل أصبح بيننا".

واتهم حساب باسم "إسبارتاكوس"، المسلمين بالإرهاب، وقال: "هذا ما يحدث عندما تسمح للإرهابيين والمتعاطفين معهم بدخول البلاد، إنهم يعبدون الموت، ويكرهون بلدنا ويريدون تطبيق الشريعة الإسلامية، يجب سحب جنسيتهم وترحيلهم إلى بلادهم حيث توجد كل هذه الأمور أصلا، لقد كانوا وسيظلون خطرا واضحا وقائما على الولايات المتحدة".

في حين غرد حساب باسم "MeszoMagyar"، "بعد سنوات من توليه السيطرة بهدوء، سيرفع الإسلام الحقيقي رأسه الشيطاني".

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد علق برهام على الفيديو قائلا "أنا الرجل الظاهر في الفيديو، لست بحاجة إلى محام، لكن سأقدّر حصولي على حماية من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إذا أمكن لأي شخص أن يجذب انتباههم إليّ، من فضلكم".

الحقيقة

وتفحص فريق "الجزيرة تحقق" البث المباشر للاجتماع الذي يوثق الحوار الكامل بين عمدة المدينة والمواطن، حيث يتضح أن المقطع المتداول والذي أشعل موجة التحريض والاتهامات بالإرهاب، مجتزأ وتم الترويج له ضمن سياق مضلل.

ويعود الفيديو إلى 9 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث تم عقد اجتماع لمجلس مدينة "ديربورن"، بعد يوم واحد من الكشف عن تسمية الشارع باسم السبلاني.

وخلال مداخلته أمام مجلس المدينة، تَلى برهام مجموعة من العبارات المنسوبة للسبلاني، والتي دعا فيها العرب في الولايات المتحدة لدعم المقاومة الفلسطينية حتى النصر، وادّعى برهام بأن السبلاني يشجع العنف في أميركا.

وأضاف برهام في الدقيقة (41:00) من البث المباشر، "وجود اللافتة باسمه أمرٌ مستفز، وإن تسمية الشارع باسمه أشبه بتسميته شارع حزب الله أو شارع حماس".

" frameborder="0">

وسمح مجلس ديربورن، للعمدة بالرد، حيث يظهر البث المباشر للاجتماع أنه لم يصف برهام بالتعصب لاعتراضه على تسمية الشارع باسم "أسامة السبلاني" بل بسبب تاريخه العدائي للإسلام والمسلمين.

وقال عمدة ديربورن إنه "لمن النفاق أن تصعد على هذه المنصة على الرغم من أنك نفسك تظهر في فيديوهات على اليوتيوب وأنت تقف أمام مسجدي وتقول عبارات قاسية بحق المسلمين والدين الإسلامي".

إعلان

وأضاف حمود موجها حديثه لبرهام، إنك "متعصب وعنصري وكاره للإسلام، وعلى الرغم من إقامتك هنا، إلا أنني أريدك أن تعرف أنني كعمدة لا أرحب بوجودك هنا، وسأحتفل باليوم الذي تغادر فيه المدينة، لأنك لا تؤمن بالتعايش".

ويكشف البث المباشر للاجتماع، أن ناشطي اليمين المتطرف اقتطعوا أجزاء من الفيديو بهدف تضليل الرأي العام وخلق حالة من النفور والكراهية ضد عمدة المدينة المسلم والمسلمين في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس مقاطعة "واين" الأميركية اتخذت قرار تسمية الشارع باسم السبلاني تكريمًا له على مسيرته الحافلة في الدفاع عن حقوق العرب الأميركيين، في أوقات عانت فيها الجالية من التهميش والعنصرية في المجتمع المحلّي.

0 تعليق